احتجز الجيش التايلاندي رئيسة الوزراء، ينغلوك شيناوات، المطاح بها وأفرادا من عائلتها بعد يوم من استيلاء الجيش على الحكم في انقلاب عسكري. وبقيت ينغلوك لبضع ساعات رهن الحجز في مقر الجيش ثم اقتيدت إلى مكان مجهول. وتأتي هذه التطورات في ظل سعي الجيش لإحكام قبضته على مقاليد السلطة في البلاد. وشيناوات واحدة من مئة شخصية سياسية احتجزها الجيش، كما منع 155 شخصية سياسية بارزة من مغادرة البلاد دون تصريح. وقال قائد الجيش التايلادندي، الجنرال برايوت تشان-أوتشا، في اجتماع مع مسؤولين إن البلد يحتاج إلى إصلاحات قبل إجراء الانتخابات. وأوضح قائد الجيش قائلا "أود من جميع الموظفين العامين أن يساعدوا في المحافظة على النظام. يجب أن نطبق إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية قبل تنظيم الانتخابات. إذا استقر الوضع في البلد وساد الهدوء، سنكون جاهزين لإعادة السلطة إلى الشعب". واستدعى الجيش التايلاندي الجمعة حكام الأقاليم وقادة مجتمع الأعمال وموظفين عامين إلى نادي الضباط في العاصمة بانكوك. وعين الجيش ستة من كبار الضباط لتسيير أمور الدولة على أن يشرف القادة العسكريون في الأقاليم على عمل الحكومات المحلية. وأوقف الجيش العمل بالدستور يوم الجمعة، كما منع التجمعات، واحتجز عددا من الشخصيات السياسية، وقال إن البلاد في حاجة لهذه الإجراءات بعد شهور من تواصل الأزمة السياسية. وقال مراسل بي بي سي في بانكوك، جوناثان هيد، إن على خلاف الانقلابات السابقة، لم يصدر تعهد بإعادة الحكم إلى المدنيين في أقرب الآجال. وفي نفس الوقت، لجأ عدد من أعضاء البرلمان الموالين للحكومة إلى الإختباء. ولقي الانقلاب العسكري في تايلاند انتقادا دوليا شديدا، ووقع بعد شهور من الاحتجاجات المعارضة للحكومة، وبعد يومين من إعلان الجيش الأحكام العرفية. وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إنه "لا يوجد مبرر" للانقلاب. ولوح بإيقاف المساعدات التي تقدمها بلاده للجيش التايلاندي التي تبلغ عشرة ملايين دولار. وقضت بانكوك ليلة هادئة في حظر التجوال، وأعلنت الحركات المعارضة للحكومة عن انتصارها ودعت أنصارها للانصراف. "الحالة الطبيعية" ونصّب قائد الجيش نفسه رئيسا للوزراء، وقال إن الجيش استولى على السلطة "لتعود البلاد إلى حالتها الطبيعية بسرعة". وقال في خطاب تليفزيوني إن الشعب التايلاندي "يجب أن يبقى هادئا، وأن المسؤولين الحكوميين يجب أن يستمروا في العمل". وعقدت القوى السياسية محادثات على مدار يومين، وبمجرد إعلان الانقلاب، اعتُقل عدد من الشخصيات السياسية البارزة. ووردت تقارير غير مؤكدة تفيد بأن قائد الجيش التقى مع ملك البلاد لشرح دوافع الانقلاب. وتحرك الجيش التايلاندي، الذي نفذ 12 انقلابا عسكريا منذ انتهاء النظام الملكي المطلق عام 1932، بعد شهور من الجمود السياسي في البلاد. وشهدت تايلاند صراعا كبيرا على السلطة منذ الإطاحة بثاكسين شيناوات، شقيق ينغلوك شيناوات، من منصبه كرئيس للوزراء في انقلاب عام 2006. ويحظى ثاكسين وينغلوك بتأييد كبير في المناطق الريفية، ومعارضة كبيرة بين الطبقة المتوسطة ونخبة الحضر. وبدأت حالة عدم الاستقرار الأخيرة عندما أطلق المعارضون للحكومة حملة للإطاحة بينغلوك شيناواترا من رئاسة الحكومة. وصدر حكم قضائي هذا الشهر بعزلها من منصبها بعد اتهامات بسوء استغلال السلطة.