استغل شباب حي الصديق بمنطقة فوه بمدينة المكلا المساحة الجغرافية الشاسعة في منطقة المساكن ورسموا عصر أمس لوحة عرض تراثية بديعة في الختم الرمضاني السنوي الأول لمسجد بحر النور (باناجه) في القرية التراثية التي أقاموها بمشاركة منتدى الحفاظ على التراث العمراني ورباط بحر النور بحضور الأخ عوض عبدالله حاتم وكيل حضرموت لشئون مديريات الساحل الذي ثمن جهود شباب حي الصديق في الحفاظ على الموروث الشعبي والإرث الحضاري لمحافظة حضرموت ومدينة المكلا على وجه الخصوص مضيفا أن الختايم تمثل ظاهرة روحانية ودينية واجتماعية وتعد فرصة مناسبة للتقارب والتواد خاصة وأن هذه الإحتفالات الرمضانية للختايم أضافت ألوان متجددة لرمضان في مدينة المكلا المشهور بروحانيته وجمع الناس في تظاهرة وكرنفال روحاني تراثي يهدف إلى تأصيل مبادئ التكافل الإجتماعي في حضرموت ، مبينا أن اللجنة المنظمة سعت من إقامة هذا الختم إلى إشاعة أجواء الفرح والبهجة ورسم البسمة على شفاه الصغار والكبار ، وأشاد الوكيل حاتم بمستوى التنظيم والإعداد والتحضير وحجم المشاركة الشعبية في هذه التظاهرة الرائعة متمنيا الحفاظ على هذه العادات والتقاليد وتطويرها لتصبح تقليدا سنويا راسخا وتشكل لوحة تعرض لكل ما يتعلق بتاريخ حضرموت وموروثها وحضارتها وإرثها الإبداعي والثقافي. وانطلقت بعد ذلك التظاهرة الكرنفالية لختم مسجد بحر النور التي مولّها مكتب باعنتر للمقاولات العامة ومكرونة الملكة تقدمت فيها الجمال التي يقودها البدو الرحل والتي انطلقت في موكب فرائحي مهيب تخللته الرقصات الشعبية ، تحكي رحلة تنقل البدو الرحل بالإبل من منطقة إلى أخرى بحثاً عن الماء والكلأ. فيما أقيمت بجانب الرباط قرية تراثية حوت مقهى شعبيا ومعرضا لطلاب رباط بحر النور للسيرة النبوية التي عرضت مجسمات لغزوات النبي صلى الله عليه وسلم ومنتدى الحفاظ على التراث العمراني معرض البيت التقليدي ومعرض الصور ، وعرض لرواد العمارة الطينية في القرن العشرين وعرض لأبرز الحصون والقلاع والقصور في مختلف المناطق اليمنية وتقاليد القناص في وادي حضرموت إضافة إلى معرض الموروث الشعبي والعمارة الطينية الذي أعده الطالب نجمي سالم بن يماني التميمي أظهر فيه معالم تطور وروعة العمارة الإسلامية،كما شمل الختم ألعابا شعبية قدمها شباب الحي والتي تعيد ذكريات الماضي لربط الأجيال الحاضرة بماضيهم وأهازيج الأطفال والتي شملت الأغاني والأهازيج الرمضانية التي كان يرددها الأطفال في الماضي منذ الأربعينيات من القرن الماضي . وذلك بهدف إحيائها وتعريف الأطفال بالموروث القديم من هذا التراث الذي تزخر به محافظة حضرموت. تجدر الإشارة إلى أن مسجد بحر النور تأسس على نفقة الشيخ يوسف علي باناجه عام 1412ه . وبني في الجهة القبلية منه رباطا شرعيا سمي باسم المسجد رباط بحر النور – الرباط يشرف عليه حاليا أربطة التربية الأسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية حملة بالمفكر و الداعية الأسلامي أبوبكر العدني بن علي مشهور .يضم الرباط اليوم حوالي 60 طالبا يجمعون بين الدراسة الأكاديمية في جامعة حضرموت والأحقاف والدراسة في مسجد بحر النور لدراسة القرآن والعلوم الشرعية ، كما يقوم الرباط بعدة أنشطة مثل ملتقى الطالب الجامعي ومهرجان النصرة وغيرها.