أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأربعاء ان "الأعداء" لا يريدون ان تتطور العلاقات بين بلاده وكل من السعودية ومصر، مجددا دعوته الى مناظرة مع الرئيس الأميركي باراك اوباما. وقال أحمدي نجاد في مقابلة مع تلفزيون العالم أن "الأعداء لا يريدون أن تتطور العلاقات بين إيران والسعودية وبين إيران ومصر". وأضاف "نحن نبذل دائما جهودنا "لبناء علاقات جيدة" واعتقد ان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يرغب بأن تكون مثل هذه العلاقات". وعبر عن أمله بان تتحسن العلاقات مع السعودية، وقال "لا اعتقد ان الأوضاع الحالية ستستمر". وحول العلاقة مع مصر قال أحمدي نجاد "ليست لدينا مشكلة مع مصر، هناك بعض الأمور الهامشية جدا لا يمكنها التأثير على علاقات دولتين كبيرتين ونأمل حل هذه المسائل". ودعا الرئيس الإيراني الى بناء علاقات ترتكز على الصداقة والتعاون خاصة بين دول المنطقة والدول الإسلامية. وقال "إذا كان هناك تباعد بين إيران وبعض الدول العربية فان ذلك مرده الى تدخلات الجهات المعادية". واعتبر ان التعاون بين دول المنطقة والدول الإسلامية من شانه ان يرفع الظلم عن الشعوب الفلسطيني والعراقي والأفغاني ويحل مشاكل المنطقة، كما يعود بالنفع على العالم الإسلامي وكل البشرية لان الشرق الأوسط نقطة التقاء رئيسية في العالم وان شرق أوسط آمن يفيد كل العالم. من جهة أخرى جدد أحمدي نجاد الدعوة الى مناظرة مع اوباما. وقال "كما قلت سابقا فأنا مستعد للمناظرة وأعلنت في السابق استعدادي للمشاركة في مناظرة مع "الرئيس الأميركي السابق" جورج بوش أيضا أمام وسائل الإعلام، الآن يجب عليهم ان يجيبوا على هذا الأمر. أننا نمتلك منطقا وهذا المنطق يمكننا طرحه أمام أي مرجع دولي". وفي ما يتعلق بقرب تشغيل مفاعل بوشهر النووي في جنوبإيران والضجة التي أثيرت حول احتمال حدوث تلوث إشعاعي في المنطقة قال احمدي نجاد "هناك 400 مفاعل نووي في العالم، هل ان هذه المفاعلات تتسبب بالتلوث؟ لماذا يعتقدون ان 399 مفاعلا هي استثناء؟ إذا كانت هذه المفاعلات لا تتسبب بالتلوث، فان مفاعل بوشهر أيضا لا يتسبب بالتلوث". وأضاف ان "مفاعل بوشهر تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان العمل فيه يتم حسب المعايير الدولية، وروسيا بلد أوروبي وهي تقوم ببناء هذا المفاعل وتراعي المعايير في عملها. لا يوجد هناك تلوث، الحديث عن التلوث المزعوم هو كلام نابع عن الغضب وعدم الارتياح للانجاز الإيراني". وقال أحمدي نجاد " هذا هو أول مفاعل يتم بناؤه في منطقتنا ونحن نأمل ألا يكون الأخير، نحن نعتقد ان جميع دول المنطقة يجب ان يتمكنوا من الاستفادة من المفاعلات النووية ويتم خفض الاستفادة من مصادر الطاقة الاحفورية، فالطاقة النووية طاقة نظيفة ويجب ألا نحرق النفط دائما لإنتاج الكهرباء". وحول رؤية إيران لحل القضية الفلسطينية قال أحمدي نجاد "ان حل قضية فلسطين والقدس موجود في ميثاق الأممالمتحدة وهو حق تقرير المصير، فالشعب الفلسطيني شعب له وجود وتاريخ وارض وهوية ولم يكن شعبا مشردا من الأساس بل تم تشريده والآن يريدون محوه عن سطح الأرض. فكما لجميع الشعوب حق تقرير المصير فان الشعب الفلسطيني يجب ان يقرر مصيره بنفسه". وأضاف "هناك عشرة ملايين فلسطيني يجب تقرير مصيرهم عبر استفتاء حر، فالمسلمون والمسيحيون واليهود الذين كانوا قسما من الشعب الفلسطيني يمكن أن يقرروا مصيرهم، هذا حل إنساني وتكلفته قليلة ويجب ان يقبل به الجميع". وبشان المفاوضات المباشرة التي ترعاها واشنطن بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، قال الرئيس الإيراني "لقد مضى على المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 30 عاما وقد تم طرح عشرات الطرق للحل لكنها فشلت جميعها". واعتبر ان المشكلة الفلسطينية لا تحل عبر التفاوض بين شخصين "الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" وإنما يجب التطرق الى المسائل الرئيسية وتشخيص جذور المشكلة وحلها. وأضاف "كما يجب تحديد الجهة التي ستمثل عشرة ملايين فلسطيني وتتحدث نيابة عنهم، فلا يحق للكيان الصهيوني ان يحدد الجهة التي يريد التفاوض معها؟ كيف يمكن ان نسمي ذلك مفاوضات؟". وقال "ان الشعب الفلسطيني هو المعني بهذه المفاوضات فيجب الإتيان بمن يمثله" معتبرا "ان حكومة حماس المنتخبة هي الجهة الأكثر شرعية لتمثيل الشعب الفلسطيني لان الشعب منحها صوته". وأوضح أحمدي نجاد انه "يجب أيضا تحديد المواضيع التي يتم مناقشتها في المفاوضات"، متسائلا "هل أن مصير الشعب الفلسطيني أو قضية ارض فلسطين هو موضوع النقاش؟ هل الحوار يدور حول رفع الظلم والتمييز والاحتلال وعودة المحتلين الى أوطانهم الأصلية ؟". ودعا الرئيس الإيراني الى ان يكون هناك راع نزيه لمثل هذه المفاوضات وقال "ان التجربة أثبتت ان أميركا تدعم الكيان الصهيوني واعتداءاته واحتلاله بشكل مطلق، فكيف يمكن لهم التوسط ورعاية المفاوضات؟". وقال "ان توقيع اتفاقيات من قبل أية جهة لا يمنح الشرعية للكيان الصهيوني، هذا الكيان بغيض ولا يريده أحد في هذا العالم إلا الحزب الصهيوني في أوروبا وأميركا". واعتبر أحمدي نجاد ان المفاوضات المباشرة ترتبط أكثر من أي شيء بمسألة الانتخابات الداخلية في أميركا لكسب أصوات الشعب الأميركي. وشدد على "ان القضية الفلسطينية يجب ان تحل بيد الشعب الفلسطيني عبر الاعتراف بشرعية الحقوق الأساسية لهذا الشعب". وأضاف "يجب ان يعطوا الحق الأساس للشعب الفلسطيني، ولا يحتاج الى 30 جولة من المفاوضات، إذا ارجع الأمر الى الشعب الفلسطيني فهو من سيحل المسألة". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعا في المقابلة الى محاكمة المسؤولين عن الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وتعويض الشعب العراقي عن الخسائر الكبيرة التي تسبب بها هذا الغزو. العرب اونلاين