(1) لا تعنيها ربطة عنقك الأنيقة ،ولا عطرك الفرنسي ،ولن تلفت انتباهها إليك إذا لبست ثوباً أبيضاً، وعمامة حمراء ذات عقال أسود ،وبدوت لها كثريٍ خليجي يسابق كرشته في الوصول إلى مشارف قلبها عبر أسرع الطرق العصرية لشراء القلوب.. إنها لا تحب هذا النوع من الرجال فهي ليست ككل النساء..من أجل أن تفتح قلبها وتتصفح أوراقه..ورقة..ورقة ما عليك إلا الالتزام بأمرين لا ثالث لهما أحدهما: التزيّ بزي أهلها التقليدي الذي يشع ّ أصالة وبهاء، والآخر:الحديث بعفوية تنساب تواضعا وطرافة كما تجري لسانها حتى تفهمك..إن أردت أن تكون فهذه فرصة سانحة لا تعوّض بثمن ،وعرض لا يتوفر في الأسواق..فهي ضد التكلف في الحب، والغلو في الغزل ،وعشقها خال من المجاملات ونقي (100%) ... إنها امرأة لا تجدي معها التكتيكات الحربية ،ولا الخطط العسكرية الإستراتيجية التي يُِعمل بها في الفتوحات النسائية ..إنها امرأة استثنائية من فصيلة نادرة جدا..جدا.. ولمَ لا؟ أليست من عائلة المحراث؟! فلماذا نستنكر إبائها وتمنّعها على الانتهازيين والبرجماتيين الذين يطاردونها صباح مساء، ويقطعون طريقها صباح مساء، ويغنّون تحت شرفتها كل أبيات الغزل ،وبجميع اللهجات واللغات غير أن كل ذلك لا يزيدها إلا تأففاً منهم ،وبعداً عنهم ،ولجوءً إلى الصمت كزاهدٍ صوفي يمارس طقوسه الدينية في محراب السكينة. (2) عندما تجلس بين يديها يجب عليك أن تستحضر كل معان الهيبة والاحترام والتقدير كأنك أمام شيخ جليل في إحدى كتاتيب (تريم)..فهي التي علمتنا القراءة والكتابة ، وهي التي منحتنا أول درس في التاريخ ، وأجمل درس في الحرية، وأبلغ درس في الثورة.. لا تقاطعها وهي تسرد لك بعض تفاصيل قصص لا تزال عالقة بأروقة ذاكرتها ..أصخي السمع حين تحدثك عن العاشق الإنجليزي الذي أبلغته أنها لا تريد التورط معه في أي علاقة عاطفية من أي نوع كان وفي أي زمان ومكان وأنها لا توجد لديها الرغبة في رؤيته مرة أخرى ،وأن أفضل خدمة سيقدمها لها حزم أمتعته ،وكنس بطائقه الغرامية والغروب عن وجهها في أسرع وقت وبسرعة 280كلم في الساعة -إن أمكن- فإنها لا تمارس الحب مع الغرباء أصحاب الوجوه الرمادية.. وإذا لم تصدّق فانظر إلى ملامحها وهي تنكسف بين الثانية والأخرى كلما برّحت بها الذكريات.. (3) بحثت في جلّ بساتين الشعر عن قصيدة زهراء..حمراء أو خضراء أو بيضاء أقطفها لها فما وجدتها لعلّها أصبحت رابعة الثلاثي المجهول :الغول والعنقاء والخل الوفي ،وعليّ الآن أن أكفّ عن ذلك وأعيد النجوم التي جمعتها لها إلى مكانها نجمة..نجمة.. فهي لا تحب السماء عمياء -كما أجزم- ربما عليّ الدخول عليها بعفوية مطلقة عارية من كل الرسميات الكلاسيكية البلهاء..ربما..! ( (4 إنني - الآن- محاصرٌ بالحيرة من كافة الاتجاهات..لست أدري ما هي الهدية التي تليق بهذا اللقاء المخملي البهي حدَّ الخوف من الحسد.. ألم تثرها تضاريس وجهي القمحي ؟... ألا تذكرها قسمات الفتى الأسمر ؟ وماذا عن حديث عشقه الذي ورد في (صحيح الهوى الحضرمي) أنه حديث عشق صحيح متفق عليه يرويه العشاق .. سأعرّض بقوله: تلك الديارُ فسمِّ بالرحمنِ واخلعْ نعالكَ أنت في ذهبانِ وماذا عن : إلى الغيلِ مدَّ الهوى إصبعهْ مشيراً إلينا بأن نتبعهْ وقول الآخر: علّقت أهدابي بشرفتكم وبتُّ طول الليل أنتظرُ ................................ ................................ وكلامٌ كثيرٌ..كثيرْ..جميلٌ ..جميلْ. *فائدة: (حبُّها داءٌ شافٍ يتنّقلُ فينا بالوراثة)... لا تعليق. (5) أتفهّمُ صمتها التأمليّ ،وتفكيرها العميق عمق (الحومتين ) .. لا أريد أن أخدش حياءها ،ولا أن أهزّ إطراقها ولكني أريد أن أحتضنها ، واحتكر صدرها ولو لقرن فقط فبي شوق رأسمالي حتى النخاع وإلى آخر قطرة لا يفكر إلا في مصلحته وأكبر همّه نفسه فحسب.. إنني -الآن- أعارض وبشدة حبّها الاشتراكي المشاع للجميع فهذه لحظتى وحلم حياتي ،ولكن كيف أواجه الحقيقة العصية على النسيان: (إنّ الامتحان الذي أفشل فيه مراراً وتكراراً لقاءها بعد الغياب) .. إنني أفشل طالب في مدرسة الوصال استحق الضرب بعصا العتاب بالإجماع غير مأسوف عليّ،ولكن ما من حيلة تلوح،ولا أحد يجادل قدره..فهو كالرصاصة لا يعرف معنى الرجوع.. إذن سأواجهها وأقول كل ما يختلجُ في صدري وفي نثري
وفي أشواقِ أغنيةٍ مؤجلةٍ إلى حينٍ قريبْ.. بملء الكلمة وبصراحة الماء وليكن ما يكن وما لا يكن..نعم.. سأقولها :