قرَّرت نيابة الأموال العامَّة العليا في ساعةٍ متأخرةٍ من مساء أمس سجن وزير الإعلام السابق أنس الفقي، ورئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق أسامة الشيخ 15 يومًا على ذمَّة التحقيق معهما بتهم تتعلق بالفساد، والتربح الوظيفي، والإضرار بالمال العام. وكشفت التَّحقيقات الَّتي تجريها معهما نيابة الأموال العامَّة العليا، أنَّ الفقي أنفق نحو 140 مليون جنيه على تطوير البرامج والإستديوهات بالقنوات في التلفيزيون الرسمي، بشكلٍ مبالغٍ فيه، من دون أنّْ يكون هناك أي مردودٍ إيجابيٍّ، مشيرةً إلى أنَّه اشترى هدايا لسوزان مبارك زوجة الرئيس السابق حسني مبارك، تقدر بنحو 2.5 مليون جنيه مصري من أموال الوزارة. وإتهمت النيابة وزير الإعلام السابق بإهدار المال العام المخصص لإتحاد الإذاعة والتلفيزيون في حملات الدعاية للرئيس مبارك في إنتخابات رئاسة الجمهوريَّة السابقة، وإهدار المال العام أيضًا في الدعاية الإنتخابيَّة لمرشحي الحزب الوطني الحاكم في إنتخابات مجلس الشَّعب الماضية، وقدِّرت المبالغ بنحو 223 مليون جنيه. وفيما يخصُّ، أسامة الشيخ، رئيس إتحاد الإذاعة والتلفيزيون السابق، فقد كشفت تحقيقات النيابة تربحه من وظيفته وإبرام تعاقدات مع شركات مملوكة له، موضحةً أنَّه أسند عمليَة تطوير برامج واستديوهات التلفيزيون المصري بالأمر المباشر إلى إحدي شركات الخدمات الإعلاميَّة المملوكة له، كما تعاقد بصفته رئيس مجلس إدارة إحدى الشَّركات العاملة في مجال الإعلام مع شركة “صوت القاهرة” للصوتيَّات والمرئيَّات التابعة للإتحاد، من أجل تقديم خدمات إعلاميَّة للشركة الأخيرة، الأمر الذي يخالف القانون. وبناءً على كل هذه الإتهامات السابقة قرر المستشار، علي الهواري، المحامي العام الأوَّل لنيابة الأموال العامَّة سجن كلًّا منهما 15 يومًا على ذمَّة التَّحقيقات. وإستمرت التَّحقيقات مع الفقي والشيخ أمس لمدة عشر ساعات، حيث تمَّ فيها الإستماع إليهما في الإتهامات الموجَّهة لهما، حيث نفوا كل هذه الإتِّهامات جملةً وتفصيلًا. وكانت التحقيقات مع الفقي والشيخ قد بدأت صباح الخميس الماضي، بعد أنّْ تمَّ القبض عليهما من منازلهما في مصر الجديدة للإستماع فيما هو منسوب إليهما من إتِّهامات، بعد يومٍ واحدٍ من قرار النائب العام بمنعهما من السفر والتحفظ على أموالهما. وفي سياق متصل، تنظر صباح اليوم محكمة جنايات شمال القاهرة قرار النائب العام المستشار الدكتور، عبد المجيد محمود، بالتحفظ على أموالهما ومنعهما من السفر وهو القرار الذي صدر مساء الأربعاء الماضي. إلى ذلك، قرَّر المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة تعيين اللواء طارق المهدي رئيسًا لإتحاد الإذاعة والتلفيزيون خلفًا للشيخ، لتسيير الأعمال، وينتمي المهدي للمؤسَّسة العسكريَّة، حيث شغل منصب رئيس أركان قوات الدفاع الجوي، وكان يعمل بإدارة الشؤون المعنوية بوزارة الدفاع.