وتساقطت الأسوار والأقنعة وانهد عرش الطغيان و صارت دماء الشهداء الذين سفك النظام دماءهم في جمعة الكرامة سهاما دكت معاقل النظام وهاوت أركانه ولعنات تلاحق النظام وأزلامه وبلاطجته بالويل والرحيل . لقد توحد الشعب والجيش على كلمة سواء لمناصرة الثورة الشعبية السلمية وهاهو الصنم اليوم يتهاوى ويتساقط المئات إن لم يكن آلاف من الاستقالات الفردية والجماعية لنواب وأكاديميين وسفراء ومسؤولين وعسكريين ومدنيين وقبائل من هذا الحزب الهالك الذي ظل جاثما على صدور اليمنيين ردحا من الزمن . لقد ظهرت هشاشة ذلك الحزب الذي كان مرتبطا بشخص الرئيس أو بالمصلحة الشخصية وبذلك يظهر مدى زيف ذلك النظام المتهاوي والمتهالك الذي اهلك الحرث والنسل فما ان انفكت المسبحة حتى تلاحقت حباتها في السقوط لقد استطاع أولئك المستقيلين ان يتخلصوا من الولاءات والمصالح الشخصية الضيقة الى الولاء الوطني الرحب والواسع عندما رأوا قيادات وبلاطجة حزبهم يهلكون الحرث والنسل ويسفكون الدماء ورأوا خيرات وثروات الوطن تنهب أمام أعينهم ورأوا النظام يتهاوى أمام أعينهم ورأوا تقديم الأهواء على مصالح الوطن . وهاهي ذي القيادات العسكرية الشريفة والوطنية مع ضباطها وأفرادها تعلن تباعا تضامنها ومناصرتها للثورة الشعبية لتؤكد أنها حارسة للوطن ومصالحه لا للكرسي والأهواء الضيقة أما وزير الدفاع فالجميع يعلمون انه لايملك من الأمر شيئ علاوة على ماورد من أخبار بأنه كان مكرها على إعلان بيان الدعوة الى الفتنة . ان دعائم وأركان النظام الثلاثة الجيش والقبائل وحزب المؤتمر الشعبي العام قد تهاوت وتساقطت وانضمت لارادة الشعب وثورته . اذا فقد اتفقت كلمة الشعب علماء وثوار وأحزاب ومعارضة ومستقيلين من المؤتمر مع الجيش اليمني الشريف على مساندة ومناصرة الثورة الشعبية ومطالبها برحيل النظام وأزلامه وبلاطجته وعليه فقد أثبتوا وطنيتهم . وعلى الرئيس ومن تبقى معه أن يثبتوا وطنيتهم وولاءهم للوطن والتنازل من اجل الوطن إن كانوا صادقين لقد اصخب الرئيس آذاننا في أكثر من مناسبة بالشعارات عن الوطن والوطنية والولاء الوطني والتنازل من اجل الوطن وان السلطة بغيضة وان السلطة محفوفة بالثعابين والمكاره وأنها مغرم لامغنم وانه سئم السلطة وان شرعيته مستمدة من الشعب . فهاهو الشعب بكل فئاته مع الجيش اتفقوا على مساندة الثورة الشعبية ومطالبها بسقوط النظام ورحيل الرئيس وأزلامه وبناء عليه فقد سقطت شرعية الرئيس شرعيا ودستوريا وقانونيا وشعبيا ويتضح بجلاء أن تلك الكلمات والشعارات التي يرددها الرئيس وأزلامه كلمات وشعارات جوفاء مفرغة الغرض منها المراوغة والخداع والابتزاز كوسيلة للبقاء على العرش وامتصاص خيرات البلاد وإدخال الوطن في الفتن والصراعات . وبقي الآن على الرئيس أن يثبت وطنيته وصدقه وأن يفهم الدرس جيدا ويستجيب لمطالب الشعب والجيش بالتنحي والخروج الهادئ ليسلم البلاد والعباد من السوء والفساد وإلا فانه من دعاة الفتنة والإرجاف ويتأبط شرا بالبلاد والعباد ووحدته ومنجزاته والفتنة نائمة قاتل الله وأهلك من أيقضها ودعى إليها . نسأل الله أن يجنب البلاد شر الأشرار وكيد الفجار ودعاة الفتنة والضلال وان يحفظها وشعبها وجيشها من كل سوء وفتنة وينصر ويؤيد ارادة الشعب لنبني يمنا جديدا مشرقا حرا مدنيا موحدا تتحقق فيه العدالة والمساواة . الدكتور / توفيق احمد السنباني أستاذ الفقه والدراسات الإسلامية بجامعة عمران – نائب رئيس نقابة خطباء اليمن