لم تكتف أحزاب المشترك بالالتفاف على الشباب الذين بدأوا اعتصاماتهم بمطالب حقوقية بل باتت تستخدم كل أنواع الأساليب غير المشروعة من أجل هدفها في الانقلاب على السلطة . لكن الجريمة الكبرى التي يرتكبها المشترك اليوم هي جريمة إشراك الأطفال في اعتصاماتهم ومظاهراتهم .. استخدام الأطفال لم يقتصر على مسألة استخدامهم في الإعلانات التلفازية السياسية بل تحولوا إلى مشاريع شهداء وفقاً لفتاوى جهادية أصدرها علماء وفقهاء الإصلاح وعلى رأسهم الشيخ الزنداني . إن استخدام الأطفال في المظاهرات والاعتصامات من قبل المشترك لايعد فقط انتهاكاً لبراءتهم ولأبسط حقوقهم الشرعية والدستورية والقانونية بل هو جريمة جنائية وفكرية وحقوقية قوبلت باستنكار كافة منظمات المجتمع المدني اليمني والدولي . هذه الجريمة التي تهدف إلى سرقة براءة الأطفال واستخدامهم وقوداً في عملية انقلابية للوصول إلى السلطة باتت اليوم أحد أبرز معالم الانتهاكات الحقوقية التي تمارسها أحزاب المشترك بحق أهم شريحة في المجتمع المدني .. بل وهي جريمة تحتاج إلى وقفة جادة ومسئولة سواء من الجهات المعنية بالدولة أو منظمات المجتمع المدني أو الآباء وأولياء الأمور وأيضاً من كافة أطياف العمل السياسي في اليمن . تحويل الأطفال إلى مشاريع شهداء وفقاً لثقافة جهادية تنزع إلى العنف والتطرف سيكون لها آثار سلبية كبيرة على مستقبل البلد الذي قد يجد أن هؤلاء الأطفال غداً قد يتحولون إلى مشاريع متطرفين وإرهابيين بفعل الثقافة المتطرفة التي يشبعون بها حالياً. وفي الوقت نفسه فإنها ستؤدي إلى جيل مليء بالأحقاد والعقد النفسية التي ستتحول إلى سلوك وممارسة تنزع نحو العنف وإقصاء الآخر واستخدام كافة الأساليب لمواجهته بما في ذلك العنف والقتل . ما يرتكبه المشترك اليوم من جريمة بحق الطفولة هي كارثة كبرى وجريمة لاتسقط بالتقادم ويجب أن يحاسب عليها قادة المشترك اليوم قبل الغد.