اختار الرئيس علي عبدالله صالح الهروب إلى الأمام عبر مواجهة أقوى شيوخ القبائل في اليمن على أمل إضعاف الحركة الاحتجاجية في الشارع، حسبما أفاد محللون تخوف بعضهم من إمكانية الاتجاه نحو «سيناريو ليبي». وبحسب ميرمييه الذي يعمل في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية فإن صالح قد يدفع مجلس التعاون الخليجي الذي تتزعمه السعودية باتجاه إطلاق وساطة جديدة مع مبادرة تكون لصالحه اكثر من المبادرة السابقة التي تنص على تنحيه. وقال ميرمييه إنه «من خلال العنف، يسعى صالح أيضا إلى تهميش الحركة الاحتجاجية السلمية»، ويرى ان صالح «لم يعد يملك الكثير من الأوراق». وفي الواقع، أدت التغطية المكثفة للاشتباكات في صنعاء إلى حجب الأضواء نسبيا عن اعتصامات الشباب المطالبين بإسقاط النظام، مع العلم أن أعداد المعتصمين تضاءلت على وقع المواجهات بسبب الخوف من العنف وبسبب انضمام بعض المحتجين إلى صفوف مناصري الشيخ الأحمر. وخلص ميرمييه الى القول بانه «لا يجب ان ننسى بان صالح فجر المعارك بعد خطابه الذي حذر فيه من الحرب الاهلية واكد فيه ان الاخوان المسلمين المتمثلين بالتجمع الوطني للاصلاح». من جانبه، اعتبر رئيس مركز ابحاث المستقبل في صنعاء فارس السقاف ان «ارادة الرئيس الآن هي ان يخلط الاوراق ويربك المشهد... انه هروب الى الامام وتهرب من الاستقالة». واضاف: «يبدو ان الرئيس يريد ان تبدأ حرب اهلية بما يشمل وحدات الجيش الخصمة» وعندها «اذا جاءت مبادرة خليجية جديدة فستقوم على اساس التهدئة وليس التنحي». وحتى الآن، لم تدخل قوات اللواء المنشق علي محسن الاحمر المنتشرة في صنعاء في المعارك الدائرة. وبحسب السقاف، فان معسكر صالح هو الاقوى لانه «يمتلك الاسلحة الثقيلة والطيران»، بالرغم من الامكانيات الكبيرة التي يملكها آل الاحمر والذين يمكنهم ان يحشدوا الالاف المقاتلين المدججين بالسلاح بحسب المحللين. ولكن في الوقت ذاته، فان قسما كبيرا من الجنود هم من ابناء القبائل، ويمكنهم بحسب السقاف ان يقدموا انتماءهم القبلي على الانتماء العسكري، ويمكن ان ينضموا الى الاحمر. اما رئيس مركز الخليج للابحاث المحلل السعودي عبدالعزيز الصقر فيرى انه «لا خيار اخر لصالح الا اللجوء الى العنف طالما هو غير مقتنع بالتنازل عن السلطة». وبحسب الصقر، فان صالح «مقتنع انه لا بديل عنه دوليا» و«الشيء الوحيد الذي يمكن ان يوقف المعارك هو رسالة واحدة قوية من قبل المجتمع الدولي»، واعرب عن الخشية من توجه اليمن الى سيناريو ليبي اذا ما تسبب الرئيس بمواجهات شاملة مع القبائل في البلاد. وبحسب الصقر، فانه اذا انزلق اليمن الى اتون العنف، فالانقسام سيكون واردا، ولكن ليس الى شطرين بل الى اربعة. والاشطار الاربعة هي بحسب الصقر صنعاء ومنطقتها، وامارة الحوثيين في الشمال، وشبوة التي قد تكون منطقة عازلة، واليمن الجنوبي السابق (عدا شبوة). الفرنسية