فاجأ العقيد معمر القذافي أعضاء الكونغرس برسالة شكر لم يتوقعوها، أثنى فيها على انتقادهم الأسبوع الماضي لدور الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحملة العسكرية التي يقودها حلف الناتو ضد ليبيا. صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قالت إنها حصلت على نسخة من الرسالة من شخص مهتم بالدفاع عن سياسات إدارة أوباما، وتقتبس الصحيفة من رسالة القذافي قوله “أود أن أعرب عن امتناني لمناقشاتكم العميقة للقضايا. نحن على ثقة من أن التاريخ سوف يعرف حكمة بلادكم من وراء مناقشة تلك القضايا“. رسالة القذافي لم تذكر بالتحديد قرار الكونغرس الذي وبّخ إدارة أوباما على الانخراط في الحملة على ليبيا بدون أخذ موافقة الكونغرس، ولكنه أعرب في الرسالة عن أمله في أن يستمر الكونغرس في الضغط على الإدارة الأميركية، حسب الصحيفة. وقال القذافي في رسالته المؤلفة من ثلاث صفحات التي تقول الصحيفة إنها لم توجه إلى أي عضو محدد في الكونغرس “إننا نعتمد على الكونغرس الأميركي في الاستمرار بالتحقيق في عمليات حلف الناتو، والتأكيد على ما نعتقد بأنه خرق واضح لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1973″. بريندان باك المتحدث باسم رئيس الكونغرس الأميركي جون بوهنر قال إن مكتب بوهنر استلم الرسالة ولكنه لم يستطع التحقق من مصدرها، غير أن مسؤولا أميركيا آخر قال إن الإدارة الأميركية استلمت الرسالة من خلال نفس القنوات التي اعتاد القذافي أن يستخدمها لإرسال رسائله في السابق. باك علّق على الرسالة بالقول “إذا كانت الرسالة حقيقية فإنها ستعزز الرأي بأن القذافي يجب أن يرحل. لا خلاف على ذلك. ولهذه الأسباب نرى الكثير من الأميركيين لديهم أسئلة –يرفض البيت الأبيض الإجابة عليها- حول سبب التزام الولاياتالمتحدة بتوظيف مواردها لعملية لا تستهدف إزاحة القذافي”. وتقول الصحيفة إن القذافي دأب خلال السنتين الماضيتين على مخاطبة أوباما بعدة رسائل حاول خلالها حثه على إتباع حسه بالعدالة والحق. وفي أبريل/نيسان الماضي أرسل القذافي رسالة إلى أوباما بعد أيام من بدء حملة الناتو على ليبيا خاطبه فيها بعبارة “ابننا” والتمسه أن يوقف العمليات العسكرية. وختم القذافي رسالته تلك بقوله “رغم كل شيء سوف تبقى دائما ابننا مهما حدث”. القذافي حث في رسالته المزعومة إلى الكونغرس على أن يترك الشعب الليبي يقرر مصيره، وخاطب الكونغرس واصفا إياه ب”الديمقراطية العظيمة”. كما دعا أعضاء الكونغرس إلى إرسال لجنة تقص للحقائق إلى ليبيا لتتحقق من وضع الديمقراطية والتقارير التي تتحدث عن خروقات لحقوق الإنسان في البلاد. يذكر أن بوهنر –الجمهوري- طالب في الأسبوع الماضي بأن تحدد الإدارة الأميركية أهدافها في الحملة على ليبيا، ولكنه لم يطالب بانسحاب أميركا من العملية العسكرية برمتها، وجاءت مطالبته أصلا لمجابهة طلب آخر من العضو الديمقراطي دينيس كوسينيتش بأن تنسحب الولاياتالمتحدة من الحملة على ليبيا بشكل كامل. المصدر: نيويورك تايمز