وصل عضو الكونجرس الأمريكي السابق، كورت ويلدون، من الحزب الجمهوري إلى ليبيا في مهمة للقاء العقيد معمر القذافي والطلب منه التنحي عن السلطة. وقال ويلدون الذي سبق له أن التقى بالزعيم الليبي عام 2004 إنه في زيارة خاصة لليبيا لكن بعلم البيت الأبيض. وتقول التقارير إن ويلدون سيطلب من القذافي السماح بتنظيم انتخابات ديمقراطية وإن بالإمكان أن يساعد أحد أبنائه في تشكيل حكومة جديدة. وفي غضون ذلك، استلم الرئيس باراك أوباما رسالة من العقيد القذافي.
رسالة وأكد السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جاري كارني، خبر تلقي أوباما رسالة من العقيد القذافي والتي أرسلت إلى وزارة الخارجية الأمريكية ثم حولت إلى البيت الأبيض. وطلب القذافي من أوباما في الرسالة المؤلفة من ثلاث صفحات بإنهاء حملة حلف الأطلسي على ليبيا واصفا النزاع الذي تشهده ليبيا بأنه عبارة عن "حرب ظالمة ضد شعب صغير في بلد نام"، وفق وكالة الأسوشييتد برس. وأضاف القذافي في الرسالة مخاطبا أوباما "أنت رجل تمتلك شجاعة كافية لإلغاء عمل خاطئ". وتابع في الرسالة أن أوباما "قادر على تحمل المسؤولية فيما يحدث". وتشير التقارير إلى أن القذافي قال إن ليبيا تضررت معنويا أكثر مما تضررت ماديا من قبل قوات الناتو. وقال التلفزيون الليبي في طرابلس إن الزعيم الليبي احتفل بانسحاب الولاياتالمتحدة مما وصفه ب "تحالف استعماري معادي" في إشارة إلى تقليص الدور الأمريكي في عمليات الناتو ضد ليبيا. مقال ويقول ويلدون في مقال نشر بصحيفة نيويورك تايمز إن زيارته لليبيا تأتي بدعوة من الحكومة الليبية لكن بتأييد من البيت الأبيض وأعضاء في الكونجرس علما بأن عضو الكونجرس السابق مثل ولاية بنسلفانيا ما بين عامي 1987 و 2007 وشارك في زيارة وفد من الكونجرس إلى ليبيا عام 2004. وأضاف ويلدون في مقاله أن الولاياتالمتحدة فشلت في إقامة علاقات مع مسؤولين آخرين في ليبيا ماعدا مع القذافي كما فشلت في تشجيع إصلاحات ديمقراطية سلمية خلال السنوات الماضية. وتابع ويلدون قائلا إن الولاياتالمتحدة مطالبة بالقيام بدور حاسم في مساعدة الليبيين على تشكيل حكومة جديدة. وقال ويلدون إن من الأهمية إجراء حوار مع العقيد القذافي لأنه التقى به "مرات كافية لمعرفة أن من الصعب للغاية إرغامه على الاستسلام جراء القصف فقط". وأشار ويلدون في مقاله أن ابن القذافي سيف الإسلام قد يلعب دورا إيجابيا في تطوير إطار عمل جديد للحكومة رفقة أعضاء قياديين في المعارضة الليبية. ورفض مسؤولون في البيت الأبيض التعليق على الزيارة.
المحكمة الجنائية الدولية وجاءت أخبار هذه الزيارة في ظل ما قالته المحكمة الجنائية الدولية من أن الحكومة الليبية كانت تخطط لسحق الاحتجاجات وقتل المدنيين حتى قبل اندلاع الانتفاضة في ليبيا. وأضافت المحكمة الدولية أن الخطط كانت قائمة كرد على الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى سقوط النظام التونسي. وبدأت الثورة ضد حكم القذافي قبل نحو شهرين.