يا عيدُ شعر : أبوبكر محمود باجابر يا عيد هلاّ أعدت الرسم يا عيد فماء وجهك تعلوه التجاعيد تلهو به الريح تسري في أصابعها من ضرع حبرك كاللحن التناهيد وترتوي من أنيني المرِّ من حُرَقي أنشودة الغيب إذ لا غيب يا عيد يا عيد ماذا ورائي غير ما قُبرت بليلها مقلتانا إنها البيد لسنا نرى غيرها في غيرها أبدا ولا ترانا ونحن العيد يا عيد أوَّاه من كفِّها المشلول يغرقني بجودها الثرِّ لا كانت ولا الجود يا عيد في ريشة الرسام أبصرها تجوبني مثل صمتي وهي تغريد تحيطني مثل من حولي وألبسها حولي عباءة هدم ٍ وهي تشييد ((ماذا لقيت من الدنيا وأعجبها أني بما أنا باكٍ منه محسود )) هل كنتُ أحرق من حولي وأحرقني لو كان يعطى لمثلي الماء يا عيد ؟! فلا تقل عاد فينا العيد يا نغمي فكلُّ ما جاء تنفيه الأسانيد يا عيد أسأل أنفاسي وتسألني هل عاد من عاد إلا العيد يا عيد ؟! إنَّا أضعناه مذ سرنا ونحمله إلى غيابة جب الموت يا عيد يا عيد بالبخس بعناهُ فيا أسفي وكان بدراً ونور البدر منشود وبالقميص رجعنا في أنامله بعض الدماء بما تقضي التقاليد يا نغمة الآه في نايي ويا ألماً يختال في قطرات الروح يا عيد فلا تسلني لماذا لا نعود إذن فإنما العود كاللاعود مفقود هل عدت بالعيد والأحزان تثقلني وفوق أرضك تغتال الأناشيد قد تهت أبحث عن غيبي وعن قدري وما علمت بأنَّ الباب مسدود واليوم لا تعتجلني بالملامة هل في العمر من حادث إلا المواعيد يا ليتني قبل ما ضيَّعتُ من عمري علمت أني وراء العيش موؤود أقتات من نفَسي من صحن ذاكرتي والدهر يقتاتني والناس والدود فإن أعد فبغيري سوف تبصرني لأنك العيد غير العيد يا عيد