من خبرات الشعوب.. لا يتعاون الحكام على أمر إلا والضحية هو الشعب، كنا بين مصدقين ومكذبين لقصة إدخال مملكتي المغرب والأردن، تحت حجة تهديدات مستمرة من جمهورية إيران الإسلامية لدول الخليج، وخلقها للأزمات وتصعيدها للمشاكل لدول الخليج (العربي حاليا والفارسي تاريخيا لا تفرق عندي) بسبب العداوة بين ايران واميركا. واصبحت المنازلة بينهما داخل بلداننا الخليجية عن طريق إثارة الفتن الطائفية من قبل حكومة جمهورية إيران الإسلامية لزعزعة الأوضاع السياسية في منطقة دول الخليج، والتي تعاني شعوبها وانظمتها من الضياع بسبب تخبط حكوماتها، والشيء نفسه في ايران يعاني الشعب الصديق من ويلات استبداد حكامه وحماقتهم، بدلا من تركيزهم على تنمية دولتهم ورفع مستوى معيشة شعبهم بكرامة وعزة وحرية، وإن كان نظام الشاه سيئا، فما يحصل الآن من الممارسات التعسفية والتسلطية البوليسية في ايران الاسلامية أسوأ بكثير من نظام الشاه الظالم. معظم دول الخليج لديها اتفاقيات امنية مع الدول العظمى، اضافة الى تواجد القواعد العسكرية لهذه الدول، حين تم ادخال اليمن في منظومة دول الخليج، وهي لا تطل على الخليج العربي للاستفادة من تعداد سكانها الكبير، ولطبيعة امتداد حدودها مع دول الخليج، تعتبر اليمن امتدادا استراتيجيا مطلوبا، ولا خلاف على ذلك، وقبلنا انضمامها من دون اعتراض. الا ان ما لا نستطيع كشعوب خليجية استيعابه هو ربط منظومة دول الخليج بمملكتي الاردن والمغرب. إن من اشار على منظومة دول الخليج طلب الاسناد والدعم الامني والعسكري من المملكتين العربيتين اللتين يعاني شعباهما من اوضاع معيشية صعبة جدا، ليس له تفسير سوى انهما النظامان الملكيان الوحيدان خارج المنظومة الاساسية لمجلس التعاون الخليجي. ما تحتاجه دول الخليج هو ان ترتب بيتها اولا استعدادا لمستقبل مجهول لما بعد مرحلة النفط، وقد تكون قريبة جدا بمحاولة اعطاء حريات اكبر لمواطنيها. نستغرب كيف تم اتخاذ قرار بضم مملكتي الاردن والمغرب الى منظومة دول مجلس التعاون من دون التجهيز؟ لا بل اتخذ القرار بشكل مفاجئ وسريع إلى درجة أن تندروا كثيرا عليه في عالم الانترنت، ولم يتم حتى استمزاج رأي شعوب المنطقة. * * * دول الخليج.. وما أدراك ما دول الخليج؟ نخشى ان ينتظرها مستقبل أسود كظلام ليل صحرائها، دامس من دون قمر حين يتم إيجاد بديل للنفط (وهو أمر ليس ببعيد)، وسيتساوى وضع دول الخليج مع وضع الصومال حاليا، حيث سيعم الفقر والجوع. آن الأوان أن يقوم حكام الخليج وقادته بثورة اقتصادية وإدارية وسياسية. وشعوب الخليج المحبة لحكامها تنتظر هذه الخطوة المباركة بفارغ الصبر، إلا أن خطوة الإصلاح المنتظرة من حكامنا وقادتنا تأخرت كثيرا، فقد هرمنا ومازلنا نرى الفساد أمام أعيننا، ولم نر بادرة إصلاح بعد. يعلم الله أننا نخط مقالتنا هذه وقلوبنا ونفوسنا مملوءة حبا وتقديرا واحتراما ووفاء وإجلالا لحكام الخليج وقادته، وإنا لهم لناصحون. إن شعوب دول الخليج تعلم بحرص حكامها على الرأفة والرحمة والعدل، ومحاولة قادة الخليج وحكامه ايقاف البذخ الشديد، وتمتع أفراد محدودين بخيرات البلد، بينما باقي الشعب يئن من أعباء الحياة المعيشية الصعبة.