منذ أن طلع علينا الدكتور القرضاوي على شاشة الجزيرة في برنامج (الشريعة والحياة ) مترحما على روح البوعزيزي طالبا من المسلمين ان يدعوا له بالمغفرة أيضا ..أزاح النقاب عن عهدا جديدا في حياة الشعوب العربية الخانعة التي كانت مشغولة بالخلاف الفقهي حول (جريمة الانتحار)التي ارتكبها بوعزيزي بما يستوجب طرده من رحمة الله ...قطع حديث الدكتور القرضاوي كل مقال وقطع أيضا من لحظتها السن كثيرة ظلت تلهج بحمد السلطان تؤدي فروض الطاعة و تدفع إلى نطعه كل من يحاول التمرد على جوره وسلطانه ,كان ظهور القرضاوي حينها فرقانا بين عهد الزيف وفلق صبح الحرية غير في وجدان الأمة معنى الدين والتدين ,ليقول للناس الدين الحياة ,الدين الحرية . لقد حاولت الشرطية التونسية (فادية حمدي) ان تصادر ميزان الفاكهة من عربة البوعزيزي قبل أن تصفعه على وجهه -اغلى صفعة في التاريخ العربي كان ثمنها أربعة عروش إلى الآن- فكان ميزان بوعزيزي رمزا لثورات العرب قصاصا للعدالة المفقودة والكرامة المهدورة والإرادة المسلوبة . طارق الطيب محمد بوعزيزي الذي تحتفي به تونس اليوم ومعها الثورة العربية هو ابن عامل تونسي في ليبيا توفي وطارق في سن الثالثة فكفله عمه الذي كان مقعدا ,مما اضطر الطفل اليتيم ان يعمل من سن العاشرة ..عندما بلغ الثامنة عشرة تقدم للخدمة في الجيش فرفض ,قرر بعدها العمل ببيع الخضار والفاكهة بشوارع سيدي بوزيد في الجنوب التونسي,كان لا يسمع به احد حتى يوم 17 ديسمبر 2010م عندما كان حديث العالم اجمع بعد ظهوره على الشاشات في اليوم الثاني وجها لوجه مع الرئيس بن على وزوجته ليلى الطرابلسي في المستشفى,كان بن علي يومها في كامل زينته وبوعزيزي ملفوفا في الضمادات من أخمس قدميه إلى مفرق رأسه .رحم الله بوعزيزي وتجاوز عنه وتقبل الله شفاعة المسلمين فيه انه غفور رحيم.