لن يجد المتابع لمباريات فريق روما بالدوري الإيطالي هذا الموسم صعوبة في أن يلاحظ محاولة فريق العاصمة تطبيق الفلسفة الدفاعية التي لطالما اتسمت بها الكرة الإيطالية على مدار سنوات طويلة. فعلى الرغم من أن روما الذي يؤدي موسم رائع يلعب تحت قيادة مدرسة فرنسية لمدربه رودي جارسيا، إلا أن الفكر الدفاعي الإيطالي "الكتانيتشو" بدأت تتضح ملامحه على أداء الفريق. غير أن روما تبقى بعض الأمور الهامة لتجعله يطبق تلك الفلسفة على غرار أجيال العمالقة في دفاع الاتزوري. من بين تلك الامور التي يحتاجها ذئاب العاصمة، هو التوازن ما بين الدفاع والهجوم.. صحيح أن روما يقدم شكل هجومي جيد للغاية، ولكن في الكثير من الاحيان يعجز النجوم "ديسترو وسترومان وجيرفينيو وفلورينزي وبيانيتش وليايتش" عن ترجمة الفرص التي تتاح للفريق. بعكس يوفنتوس الذي قد يترجم لاعبوه أنصاف الفرص إلى أهداف والشواهد على ذلك كثيرة في مباريات اليوفي الأخيرة، التي يكون فيها منافسه الأكثر سيطرة ويستطيع لاعبو السيدة العجوز تحويل دفة الأمور لصالحهم. تفوق اليوفي هجوميا ربما يعيبه بعض الملاحظات على الأداء الدفاعي، حيث يبقى روما - بالارقام - الأفضل هذا الموسم حيث اهتزت شباكه 11 مرة فقط. ولكي يحقق روما المعادلة الصعبة يجب عليه أن يعيد تشكيل العناصر التي تساعده على ذلك ولا يمنع الاستعانة ببعض العناصر الجديدة في الموسم القادم، فالحارس دي سانتيس لا غبار على تألقه، ولكن تبقى بعض العناصر الدفاعية التي قد لا تساعد روما ومدربه جارسيا في تطبيق الفلسفة الدفاعية مع بناء هجمات أكثر فاعلية هجوميا وألا يتقصر دور المدافعين على الاحتفاظ بنظافة الشباك فقط. فالبرازيلي مايكون رغم تألقه إلا أنه يدخل عامه ال 33 وبالتالي فإنه لن يفيد روما على المدى البعيد، وهو نفس الأمر بالنسبة لبالزاريتي، ويبقى على الجيالوروسي ضرورة الاحتفاظ بالمغربي بن عطية الذي يقدم نموذج حي للدور الدفاعي والزيادة الهجومية في الهجوم المعاكس، بينما البرازيلي الآخر لياندرو كاستان صاحب ال 27 عام، ربما لن تساعده إمكانياته المتواضعة على أن يقدم أفضل من ذلك، لذا فإن ألتغيير ضرورة ملحة في فريق العاصمة ولكن بحساب، بحيث يضع المدرب يده على العناصر التي تحقق له مبتغاه في التوازن الدفاعي والتأثير الهجومي.