عرفت مباراة ريال مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب سانتياغو برنابيو إثارة تعجز الكلمات عن وصفها خاصة في اللحظات الأخيرة من اللقاء حينما سجل الفريق الملكي هدفاً ثانياً وبات بحاجة لهدف ثالث من أجل العبور إلى نهائي البطولة القاريّة في ويمبلي أواخر الشهر الحالي. الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند يواخيم فاتسكه روى اللحظات القاتلة التي مرّ بها شخصياً عقب إحراز قائد الريال ومدافعه الصلب سيرخيو راموس الهدف الثاني في الدقيقة ال88.
وفي هذا الصدد، يقول يواخيم فاتسكه في تصريحات نقلتها صحيفة "لاغازيتا ديللو سبورت" الإيطالية الرياضية الشهيرة:" لقد خرجت عندما أصبحت النتيجة 2-0 لريال مدريد، لقد ذهبت لدورة المياه وأقفلت على نفسي وسددت أذني ...".
ويشير فاتسكه إلى مدى الضغط الرهيب الذي وقع على جماهير دورتموند ولاعبيه ومسؤوليه الإداريين في الدقائق الأخيرة حيث كاد ريال مدريد أن يقلب الطاولة رأساً على عقب ويخطف بطاقة التأهل من أنياب الألمان.
وحبست جماهير الكرة وعشاق الساحرة المستديرة أنفاسها في الوقت المتبقي من عُمر اللقاء الأوروبي حيث بات الريال على بُعد هدف ثالث من التأهل لنهائي ويمبلي فيما ينتظر لاعبو دورتموند ومدربهم المحنك يورغن كلوب مرور الدقائق الخمس التي احتسبها الحكم الإنكليزي هاوراد ويب كوقت بدلاً من الضائع بسلامة والتأهل لنهائي أمجد الكؤوس الأوروبية.
وحجز بوروسيا دورتموند مقعده في نهائي دوري أبطال أوروبا رغم خسارته إياباً بهدفين نظيفين مستفيداً من فوزه ذهاباً على ملعب "سيغنال إيدونا بارك" بأربعة أهداف سجلها المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي مقابل هدف وحيد للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ليتأهل أسود فيستفاليا بنتيجة 4/3 في مجموع المباراتين.
وفجر دورتموند بصعوده لنهائي البطولة الأوروبية مفاجأة من العيار الثقيل خلافاً للتوقعات السائدة في الصحافة الرياضية العالمية إذ توقعت معظم وسائل الإعلام تأهل الفريق الملكي للمباراة النهائية فوز سحب قرعة نصف نهائي دوري الأبطال التي أجريت في مدينة نيون السويسرية أين مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
ورجح النقاد والمحللون عبور "البلانكو" على حساب فريق "الأصفر والأسود" بسبب خبرة الأول في المواعيد الكبرى بالإضافة لرغبة مشجعي الميرنغي الجامحة والمدرب جوزيه مورينيو في تحقيق "العاشرة" كما يحلو لأنصار مدريد تسميتها.
وينتظر دورتموند مواجهة ألمانية خالصة في نهائي دوري الأبطال لأول مرة في التاريخ بمواجهة بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني ما لم يكن لرفاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كلمة في مباراة الإياب على ملعب كامب نو وتعويض الخسارة برباعية نظيفة في "أليانز آرينا".
ويستحق الفريق الألماني بالنظر إلى مسيرته في النسخة الحالية لدوري أبطال أوروبا الوصول للمباراة الختامية إذ تصدر مجموعته الرابعة على حساب ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي وأياكس أمستردام الهولندي.
وفي دور ال16، سحق دورتموند ضيفه شاختار دونيتسك الأوكراني بثلاثية نظيفة في الإياب وتأهل لدور الثمانية مستغلاً تعادله إيجاباً في الذهاب بهدفين لمثلهما.
وتجسدت الإثارة الحقيقية في ربع نهائي البطولة حيث ارتضى دورتموند وضيفه ملقة الإسباني التعادل السلبي على ملعب الأخير "لا روزاليدا" ليتأجل الحسم إلى الإياب وفيها تأخر أسود فيستفاليا بهدف مقابل هدفين حتى الدقيقة ال90 من المباراة قبل أن يُعدل المهاجم ماركو ريوس النتيجة ويضيف المدافع البرازيلي فيليبي سانتانا هدف التأهل الثالث في مرمى الفريق الأندلسي وسط فرحة هستيرية للجماهير واللاعبين والمدرب صاحب الحضور والكاريزما يورغن كلوب.