كان في الموسم الماضي وتحديدا في رمضان أحد نجوم فريق كمران الثقافي الفائز بمسابقة كأس النجوم التي تنظمها وزارة الشباب عبر إدارتها الثقافية وبثت في إذاعة الشباب.. الراحل علي الزحيفي بأي لون سيستقبل اطفالك رمضان القادم وأنت رب الأسرة الذي غادرتهم بدون وداع، رحلت إلى الله في حادث مروري مؤسف أنتزع روحك الطاهرة إلى بارئها وصادر قلبك الذي يحفظ القرآن الكريم لتكون أحد من يجسدون قوله تعالى (إلا من أتى الله بقلب سليم).. كنت صديقا لنا، تميزت بأخلاقك الرفيعة وثقافتك العالية نحن أيضا سنبكيك كما بكينا رحيلك عندما يأتي رمضان وأنت لا تجلس على كرسيك الذي الفنا ابتسامتك فيه ورأيك.. رجل مثلك ما كان له أن يعامل بجفاء حيا ولا ميتا..ودعت هذه الدنيا ولم تلاقي حقوقك حيا وها أنت في قبرك ترقد بهدوء وحقوقك لم تذهب لأطفالك كأخر ما تبقى لهم من عرق جبينك سعيا.. في اربعينيتك توافدت القلوب إلى نادي أهلي صنعاء، حضر محبوك ومثلك لا يكون محاطا إلا بمحبين، وصلت اسرتك الكريمة وهناك وعلى وقع بروجكتر يستعرض محاسنك، بكى الجميع بما فيهم أطفالك وزوجتك المكلومة برحيلك في سن مبكرة هكذا أرادت مشئية الله.. في بلد يأكل أبناءه كان النادي الأهلي الذي شرفته ثقافيا يتعامل مع روحك بإزدراء حرصوا على شهادة التقدير والدروع لكنهم بمبلغهم التافه (50) ألف ريال ظنوا أنهم يوفونك حقك وناد كبير مثل الأهلي لم تستح إدارته التي تأكل ملايين الريالات وتصرف على معوقي الضمير وهم يمنحونك مبلغا لازال عندهم لم تتسلمه أسرتك حتى اليوم.. الأغرب أن فوزك مع فريق كمران بلقب المسابقة حمل لك جائزة كنت بلا شك تنتظرها قبل موتك (80) ألفا لتزرع ابتسامات على شفاه طفلاتك الصغيرات وولدك الذي تعرفنا عليه ويشبهك كثيرا في ملامح الإبداع.. من يصدق رحلت ومكأفاتك محجوزة في صندوق رعاية النشء وسط تقاعس فاضح من قبل الإدارة الثقافية بوزارة الشباب وفي وقت كنا نظن أن موتك سيحرك قليلا من مشاعر الجميع وسينظرون لاطفالك بعين الرحمة وجدنا أن الجميع لا يأبهون ، صندوق غارق في الفساد يصرف ملايين الريالات على اصحاب الوجاهات ومن يحبون المال حبا جما وأنت بتلك الجائزة لم تحصل عليها لا حيا ولا ميتا.. من رمضان الفائت إلى القادم سيكون العام قد أكمل دورته المريرة وجوائز مسابقة (كأس النجوم) تختفي في الفراغ، مليون ريال مكأفاة لثلاثة جهات فائزة لم يتم استخراجها هو عبث كبير وقضية تؤكد أن التكريم للأحياء أمرا مرفوضا وأن تكريمهم حتى بعد موتهم اشبه بعشم إبليس في الجنة.. هناك من ذرف الدموع عليك، لكنها دموعا متعاطفة آنية ولن يبقى لك سوى دموع أطفالك ولن تكون جرحا غائرا سوى في قلوبهم .. يا وزارة الشباب يا قطاع الشباب يا إدارة الثقافة بالوزارة ماذا تنتظرون ورمضان قادم والزحيفي علي غادر وحيدا.. هل تنتظرون خيمة لينصبها أطفاله على باب الوزارة لتجودوا لهم بمستحقاته ام تنتظرون أن يموتوا جميعا لتقيموا لهم بمكآفاة والدهم مأتما يليق بهم ويليق بكم كوزارة وصندوق نشء لم يستطع أن يخرج مستحقات الجهات المشاركة في المسابقة والتي فازت بالمراكز الأولى.. على الاقل كرموه لأنه لم يقف يوما بباب وزير أو مدير صندوق أو رئيس نادي ليشحت، كما وقف شحاتون كبار بثياب أنيقة حصلوا على مرادهم ولم يستحوا من ربطات العنق التي تحيط برقابهم السمينة بقوت الغلابى والبؤساء.. الفقيد علي الزحيفي تربوي قدير احترم نفسه وصان كرامته حيا فاحترموه ميتا وانظروا لأطفاله بعين الإنصاف لا بعين الرحمة، دعوا رحمتكم للمتسولين إعلاميين وشخصيات رياضية منافقين ولصوص ليل ولصوص في عز النهار.. الفاتحة على روحك الطاهرة يا أطيب الناس.. طبعا الشكر موصول للأستاذ القدير معمر الإرياني وزير الشباب والرياضة الذي تفاعل مع أسرة المرحوم مبديا تعاونه المعهود، في صورة تجسد صورة الوزير الانسان قبل القائد الإداري..