منذ اجتياح المليشيات لمحافظة إب منتصف أكتوبر 2014م قتلت واختطفت الأحرار واتخذت منهم دروعا بشرية، وحولت أغلب مرافق الدولة لثكنات عسكرية وسجون تمارس فيها أبشع الجرائم والتعذيب النفسي والجسدي، ولم تكتف بذلك بل تمادت للبيوت ليس اقتحاما ونهبا كما هي سلوكها، بل فجرتها ونسفتها بشكل كامل مؤكدة بمثل تلك التصرفات أنها لا تمتلك أي أخلاق ولا قيم إجتماعية وإنسانية. وخلال 27 شهرا من قبضتهم الأمنية بمحافظة إب، وعلى وقع الهتافات والشعارات الكاذبة ب"الموت لأمريكا واسرائيل" كان الضحايا يمنيون وليس أحدا سواهم، فعلى صدى تلك الإيقاعات الفاجرة نسفوا عشرات المنازل والبيوت والمساجد ومدارس التحفيظ وشردوا أسر بأكملها وهجروا المواطنين من مناطقهم في مشهد يعري المليشيا الإنقلابية وقبلها المنظمات الحقوقية والإنسانية. النهب ومن ثم التفجير لم تسلم كثير من المنازل والمؤسسات التي اقتحمتها المليشيات من عملية النهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، وكل المنازل التي تم تفجيرها تعرضت للنهب الكامل عدا بيت واحدة فقط بحسب منظمة رصد وأحيانا كانت تتم عملية النهب بمعدات وناقلات تابعة للجيش كما حصل مع نهب مقر الإصلاح في الأول من نوفمبر 2014م وتفجير جزء منه بعد أن دفع مالك المبنى مبالغ مالية كبيرة مكنته من ايقاف التفجير الكلي آنذاك. البداية من يريم يريم أول مدينة وصلتها المليشيا بالمحافظة وهي بالنسبة لإب مدخلها وبوابتها الشمالية من اتجاه ذمار وعقب وصول المليشيات إلى المدينة باشروا بتفجير منازل تابعة لعائلة الشيخ علي مسعد بدير المعروف بحب الناس له ولمبادراته الخيرية والذي لم يشفع له ذلك لدى عصابة امتهنت الإجرام واتخذته منهجا كما لم تشفع له شيخوخته وكان كل جرمه أنه ينتمي لتوجه سياسي لا يطيقونه. ولم يسلم من التفجير في ذات الحي أحد المشاريع الاستثمارية وهو مستشفى أهلي في رسالة إجرامية مفادها لن نبقي لكم حتى منفذا للنجاة أو ملاذا للسلامة "بتفجير المستشفى" وكان ذلك في ال 19 أكتوبر 2014م بعد أقل من أسبوع على دخولها للمحافظة، وتم ذلك في مشهد اجرامي لن تستطع الذاكرة نسيانه ولن تمحوه السنون، خصوصا أنهم أنهو جريمتهم بجريمة أكبر هي قتل الطفل أسامة بدير ولم يكتفوا بذلك بل فخخوا جثته ليثبتوا أن مقدار حيوانيتهم وخبث جرائمهم لا يمكن أن تجد له مثيل. إرهاب يعد الإرهاب هو الجريمة الأنسب لتوصيف جرائم تفجير وإحراق المنازل الذي تنتهجه مليشيات الانقلاب بحق معارضيها في كل محافظات الجمهورية ومنها محافظة اللواء الأخضر والذي حولته إلى "لواء أحمر" بفعل الجرائم والتي نالت منها إب النصيب الأكبر وفق كل الإحصائيات. (71) جريمة تفجير وحرق لمنازل معارضين ارتكبتها المليشيات الانقلابية في محافظة إب منذ اجتياحها المحافظة في منتصف أكتوبر 2014م، إضافة إلى تفجير ثلاثة مساجد ودار قرآن. تفجير (75) منزل ومسجد منذ أكتوبر 2014م وحتى منتصف فبراير 2017م ارتكبت المليشيا الإنقلابية (75) جريمة تفجير لمنازل في المحافظة بحسب احصائية للمركز الإعلامي للمقاومة بالمحافظة. وتوزعت تلك الجرائم بين التفجير الكلي والجزئي والحرق، مفصلة على هذا النحو (56) منزل تعرض للتفجير الكامل، بينما (10) منزل أخرى تعرضت للتفجير الجزئي نتيجة قصف المليشيات العشوائي وتضرر بعض المنازل من تفجير منازل مجاورة، و(9) منازل تم حرقها. 14 مديرية الجرائم توزعت على 14 مديرية من مديريات المحافظة وكانت لمديرية حزم العدين غرب محافظة إب النسبة الأكبر منها حيث نالت (18) جريمة من إجمالي الجرائم، تلتها مديريات (السبرة ،الرضمة،بعدان) ب (8) جرائم لكل مديرية. وفي مديريتي يريم، وذي السفال نالت (7) جرائم لكل مديرية، وتلتهما مديرية المخادر ب (4) جرائم، وتلتها مديريات (جبلة، والقفر والعدين ) ب (3)جرائم لكل مديرية، و(2) جرائم في كل من مديرتي (الظهار، المشنة) وجاءت في المرتبة الأخيرة مدريتي (السياني، والنادرة). 20جريمة في2016م وخلال العام الماضي ارتكبت المليشيا الإنقلابية 20 جريمة تفجير في عدد من مديريات المحافظة، نالت فيها مديرية السبرة النصيب الأكبر، حيث فجّرت المليشيات الانقلابية 7 منازل ومسجد أثناء اقتحامها قرية العريش بتأريخ (26 يناير 2016م). وأوضح التقرير تفجير المليشيا الإنقلابية ل (18)منزل بشكل كلي، ومنزل بشكل جزئي، فيما تم تفجير منزل بشكل جزئي،. وتوزعت الجرائم الأخرى بين مديريات الحزم ب(6)جرائم، فمديريات "المشنة، ذي السفال) بجريمتين لكل مديرية، وجريمتين في كل من مديريات يريم، والنادرة. تفجير مساجد ودور قرآن ومن بين جرائم التفجير التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية في محافظة إب خلال الفترة الماضية في نهاية 2014م والعامين الماضيين، فجرت ثلاثة مساجد ودور قرآن كريم. ومن تلك الجرائم تفجير مسجد قرية "الصبار" بمديرية الرضمة، إضافة إلى دور القرآن التي تم تفجيرها في 15 ،17 أغسطس 2015م، على التوالي بذات المديرية، فيما تم تفجير مسجد قرية "الحقي" بعزلة المنار" بمديرية بعدان في ال 30من أغسطس 2015م . كما فجرت المليشيات الانقلابية جامع قرية العريش بمديرية السبرة في 26 يناير من العام 2016م. دهيمية حزم العدين وفي آخر جرائم تفجير طالت منازل المدنيين في المحافظة فجرت المليشيات الانقلابية نحو (10) منازل مواطنين في قرية الدهيمية بمديرية حزم العدين نهاية يناير 2017م، وتوزعت بين 8 جرائم تفجير كلي وجريمتين تفجير جزئي. حرق منازل حرق المنازل واحدة من أساليب المليشيا التي تنتهجها ففي قاموسها وسائل لم يعرفها الآباء والأجداد في أي عصر من عصور الإجرام والبغي، وفي المحافظة تعرضت العشرات من منازل المواطنين للإحراق في العام الماضي منزلين بمديرية ذي السفال ومنزلين بمديرية المشنة وسط مدينة إب ومنزلين أيضا بمديرية القفر شمال مدينة إب، وفي 2015م أحرقت المليشيا منزلين في مديرية جبلة جنوب غرب مدينة إب ومنزل أحرقته بمديرية الرضمة شمال شرق المحافظة. مسيرة ترسم صورة اجرامية وما زالت مسيرة التفجير متواصلة وجرائمها التفجيرية والتهجيرية مستمرة في كل مكان تصل إليه لتترك حسرات وآلام في نفوس الكثيرين من الأهالي بعد أن رسمت صورةً إجرامية لها في عقول اليمنيين. ومن القصص المؤلمة التي رافقت جرائم المسيرة التفجيرية القصة الشهيرة لعجوز في الثمانين من عمرها، أخرجها مسلحو الحوثي وفي يدها المصحف والمسبحة وسجادة الصلاة تناجي ربها وتبكي بصمت وهي ترى منزلهم سيتحول بعد دقائق إلى ركام، خرَجَت من منزلها مُكرهة وهي تردد " ليتني مت قبل هذا"، في مشهد لم يعهد أحد من جيلها أو من الأجيال الماضية، فقد دأبت مليشيات الحوثي على التنكيل بمعارضيها وخصومها السياسيين بكل الطرق والوسائل التي عرفت عن الأنظمة القمعية ونهج المليشيا فمارست الإختطاف والإعتقال والقتل والتشريد والتهجير والعقاب الجماعي، بيد أنها جاءت بتنكيل جديد لم يعرفه اليمانيون ولم يقم به أشد الأنظمة الديكتاتورية منذ قرون، تفجير منازل المواطنين وتشريد الأطفال والنساء في مشهد يؤكد قبح وهمجية هذه الجماعة التي لاقت رفض مجتمعي غير مسبوق نتيجة جرائمها المختلفة بحق الإنسانية وانتهاكاتها للحقوق العامة والخاصة.