رحل ......كلمة سحرية اكتشفها التونسيون وطورها المصريون وأبدع فيها اليمنيون ونقشها الليبيون بدمائهم وسرت هشيماً في كل أقطارنا العربية وكأن هذه الشعوب كانت تنتظر هذه الكلمة بفارغ الصبر ارحل.. وحدت اليمنيين وأزالت الخلافات ومنعت الانشقاقات وأودعت الأسلحة البيوت وأزالت مظاهر الثأر والنزاعات القبلية . ارحل اقتلعت صورة الحكام الظالم وزعزعت أركان الحكومات وكشفت عورة فساد هذه الأنظمة وجردت المرتزقة من مكانتهم وفضحت النهابين لأموال الأمة والمتاجرين بقوت الجياع والمضطجعين على جراح المرضى ومن يقتاتون على كرامة أمتهم ارحل.... أخافت أصحاب الثروات المشبوهة وأذلت المتهربين من الجمارك والضرائب وخوفت أصحاب السوابق ممن نهبوا أراضي الأوقاف وجعلوا الوظيفة العامة مصدر للتكسب وأكلوا مال الضرائب الزكاة وزوروا التوقيعات والسندات. أرحل لم تعد مجرد كلمة قالها شعب في ساعة غضب وحنق أو ساعة تجلي بل أصبحت حاضرة في ضمير ووجدان الأمة أصبحت جزء من حياتهم ,وثقافة تزخر بها أدبياتهم أرحل أزالت ستار الخوف ومحت عار الذل والخنوع والانكسار . أرحل ألهبت حماس أمة تاقت إلى الحرية ردحاً من الزمن ,وأنارت بنورها جنبات عتمة الحاضر لتصبح منارة للأجيال القادمة. ارحل أظهرت أنه بمقدور المظلوم أن يقول للظالم كفاك ظلماً. فسحر هذه الكلمة أيقظت الضمائر وأفصحت عن مكنونها. ارحل ألهمت الشعراء والأدباء والكتاب والخطباء والفصحاء والإعلاميين والمراسلين. ارحل نقشتها أيدي الفانين وخطتها أنامل المبدعين ونقشها النجار وشكلها الحداد. ارحل أضافت لقاموس السياسة مفهوم جديد وأعطت للبعد الاجتماعي معنى وزخماً تلاقت قلوب الناس وجمعهم هدف واحد. ارحل غناها الشباب ورددها الصغار وطرب لها الكبار وأبدعن فيها النساء .. جمعت على مائدتها الخيمة والبساطة والعنفوان والحرية والثورة. ارحل لم تكن حاضرة في خيامهم فلم يكن للخيمة معنى ولا للزمان مكان في ذاكرة التاريخ. ارحل لم تغمض أجفان الحكام ولا قصور السلاطين تطاردهم في نومهم وتفتح لهم سراديب قصورهم. ارحل صرخة دوت فصارت إعصار تجتث الأصنام. بهذه الكلمة يأمل الناس أن يعيشوا حياة كريمة وأن يؤسسوا لدولة مدنية حديثة يعيش كل اليمنيين على حداً سواء دون تمييز أو إقصاء والله الهادي إلى سواء السبيل.