استعرض وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الاستاذ ياسر الرعيني جهود وخطط الحكومة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في المرحلة الراهنة وما بعد إنهاء الانقلاب، وذلك في مؤتمر التبادل الثقافي اليمني. الاول حول اليمن المنعقد في بيروت، والذي ينظمة مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ووكالة الشرق الأوسط. والذي حضره ما يزيد عن ثلاثين مشاركا من الباحثون والخبراء والدبلوماسيون من مختلف دول العالم. وتحدث الرعيني عن منطلقات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وما قدمه اليمنيون من معجزه في إنجاز التوافق على مخرجات الحوار الوطني، مرجعيتهم في معالجة أزمات الماضي وبناء دولتهم الاتحادية الجديدة، حيث شارك اليمنيون جميعا في صياغة تلك المخرجات وفق مبادئ ضمنت مشاركة حقيقة ونقاشات جادة وبدون شروط مسبقة، والتزام التوافق في اتخاذ القرارات، حيث استمرت تلك النقاشات لعشرة أشهر ونتج عنها العقد الاجتماعي الجديد المتمثل بوثيقة الحوار الوطني الشامل. كما أشار الرعيني الى ان مخرجات الحوار الوطني تمثل الأمل الذي تحقق نتيجة لنضالات الشعب اليمني في مختلف المحطات وآخرها انتفاضة الحراك الجنوبي السلمي وثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية، كما انها جاءت لتحقق الشراكة في ادارة الدولة التي حُرم منها الكثير من أبناء شعبنا وكذا التوزيع العادل للثروة بين أبناء اليمن جميعا بعيدا عن كل أشكال وممارسات الفساد والاستحواذ التي انتهجها صالح فترة حكمة. وأشار الرعيني الى ان الدولة قد بدأت فعليا بالعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني عبر صياغة مسودة الدستور الجديد وتشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كما عملت اجهزه الدولة على تحويل مخرجات الحوار الى برامج تنفيذيه الا ان الانقلاب المشؤوم الذي قاده الحوثي وصالح بذريعة تنفيد مخرجات الحوار الوطني قد أوقف تلك الجهود وأعاق استكمال المرحلة الانتقالية ومثل انقلابا على مخرجات الحوار نفسها، كما شنت مليشياتهما الحرب على الوطن والمواطن ومارست مختلف الانتهاكات والجرائم اللا إنسانية في حق الدولة والمواطنين، فانتفض الشعب للدفاع عن مشروعة فكان للجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبدعم واسناد من التحالف العربي دورهم في ردع تلك المليشيات وتحرير اغلب مناطق اليمن. واليوم وبعد عودة الحكومة الى الداخل فإننا قد استئنفنا العمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ورفع وعي المجتمع بها، حيث أصدرت الحكومة خلال عام خمسة قرارات لاستيعاب توصيات مخرجات الحوار الوطني في خطط وبرامج الحكومة وإعداد استراتيجية اعادة تهيئة مؤسسات الدولة وفق مخرجات الحوار الوطني وأدلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وغيرها من الجهور التي تبذلها الحكومة في المرحلة الراهنة في سبيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. كما تطرق الرعيني في عرضه للآثار التي خلفها الانقلاب على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وكيفية التعامل معها ما بعد إنهاء الانقلاب واستعادة كافة مؤسسات الدولة، وكيف نضمت مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية وبناء الدولة الاتحادية والتي سيتم العمل عليها كاملة بعد إنهاء الانقلاب. كما أشار الرعيني الى الدعم التي حظيت به مخرجات الحوار الوطني من المجتمع الإقليمي والدولي في اعدادها وعند تنفيذها والدفاع عنها باعتبارها مشروعا يمنيا شارك فيه ورعاه المجتمع الدولي كأنجح تجربة أنجزتها اليمن من بين دول المنطقة التي لا تزال تشهد مخاضات صعبة في إنجاز التغيير، وان أهمية حماية ودعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني تكمن ضمن أولويات المجتمع الدولي في هذه المرحلة وما بعدها حتى تنفيذ كافة تلك المخرجات واقعا على الارض باعتبارها الطريق الآمن لإنجاز التغيير وتحقيق الاستقرار وبناء اليمن الجديد.