نظمت جامعة اقليم سبأ بمارب اليوم الاثنين، ندوة ثقافية حول ثورة ال 26سبتمبر شعلة لا تنطفي، حرية وعدالة، ومواطنة متساوية، وأهمية أهدافها، وخطر الإمامة ضد الثورة. وفي الندوة التي تحدث عدد من الأكاديميين حول الثورة، حيث تناولت أوراق الندوة مواضيع عدة من عدة جوانب.
جمع الجبايات وليس بناء دولة تحدث الأكاديمي في جامعة اقليم سبأ، الدكتور عبدالخالق السمدة، عن جرائم الأئمة بحق اليمنيين، وأن همهم الرئيس لم يكن في بناء دولة بقدر ما هو جمع الجبايات والأموال. وتطرق السمدة في ورقته، التي كانت تحت عنوان "لمحة تاريخية عن ثورة سبتمبر" إلى تواطؤ الإمامة مع الاحتلال البريطاني بجنوب البلاد، والدعم البريطاني للأئمة. واستعرض السمدة الثورات اليمنية ضد الأئمة منذ عام 1918، حيث كانت أول ثورة في العدين، وحبيش، وإب، وتعز، وتلتها ثورة الدستور عام 1948، بقيادة جمال جميل، وثورة 1955، بقيادة المقدم أحمد الثلايا بتعز. كما تطرق إلى أساب فشل ثورتي 48، و55، وحصار السبعين الذي كانت تدعمه دول عظمى ودول اقليمية، إضافة إلى انسحاب الجيش المصري مما تسبب في إضعاف الجمهوريين وتهالك معداتهم، ولكن صمود الجمهوريين الأسطوري أفشل الحصار وأجبر تلك الدول على الاعتراف بالجمهورية.
طمس تاريخ اليمن وحضارته كما تحدث قائد المنطقة الثالثة، اللواء الركن، أحمد حسان جبران في ورقته "أهداف الثورة اليمنية" عن أهداف سبتمبر الخالدة، منوها إلى أن الاحتفال بذكرى سبتمبر هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة بحكم الأوضاع وكأننا نعيش ثورة 26سبتمبر. وأضاف أن الثورة لم تكن ضد شخص إنما ضد مخلفات الامامة التي أرادت طمس هوية وتاريخ اليمن، وتجهيل الشعب ونشر الخرافات. وتطرق جبران إلى دور المخلوع صالح في إفراغ الثورة من محتواها عندما عمل على توريث السلطة، وعندما فشل في ذلك تحالف مع الإماميين الجدد.
الأخطر دينيا على مستوى العالم من جهته تحدث حسين الصادر في ورقته عن المعوقات التي وقفت أمام ثورة سبتمبر، حيث استعرض تاريخ الإئمة منذ خروج العثمانيين واستقلال اليمن والسعودية. وقارن الصادر بين مؤسس السعودية والإمام يحيى حميد الدين، حيث عمل الأول على بناء دولة وخدمة مواطنيه ، في حين تفانى الإمام يحيى في جمع الجبايات وهدم الحضارة التي بناها العثمانيون وكل حضارات الدول اليمنية السابقة. وأشار إلى أن الفكر الإمامي هو الأخطر دينيا على مستوى العالم، وأن من أبرز المعوقات التي واجهت الثورة هي الجغرافيا السياسية. وتطرق إلى دور المخلوع صالح، في انحراف الثورة، ودعم ما يسمى ب "الشباب المؤمن" وتشجيع الكهنوت والإمامية، وصولا إلى تحالفه مع المليشيات وإسقاط الدولة.
التنمية وبناء الدولة الحديثة: من جهته تحدث وكيل محافظة الجوف، عبدالله الحاشدي، في ورقته التي كانت تحت عنوان الآفاق والآمال المستقبلية لثورة 26سبتمبر في بناء الدولة المدنية الحديثة، عن عدد من العوامل في بناء الدولة. وقال الحاشدي إن التعليم هو الركيزة الأهم في بناء الدولة، مشيرا إلى تدمير المليشيات للمدارس والجامعات انتقاما من التعليم الذي هو العدو الحقيقي لمشروعهم الكهنوتي. تخلل الندوة مداخلات حول الثورة والمخاطر التي تحدث بها وواجبات الدولة في الحفاظ على منجزات الدولة والثورة.