خرج الطفل "قائد" الى مدرسته وهو يرتجف من البرد، ادخل يده في جيب بنطاله ينتظر الحافلة ليصل الى مدرسته، ولم يكن في جيبه سوى خمسين ريالا. انتظر طويلا في الطريق واصحاب الحافلات يرفضون صعوده فالخمسين التي أكل عليها الدهر وشرب لا تفي بالغرض. تجمدت أطرافه حتى قبل أحد السائقين صعوده للحافلة وهو يمسك بحافة الباب بقوة حتى لا يسقط من الجوع بعد أن نهبت المليشيات الاغاثات الانسانية والبطانيات التي تقيهم البرد. ضاعفت موجة البرد التي تجتاح صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية، من متاعب اليمنيين، لتضاف إلى سجل معاناتهم جراء تدهور الأوضاع المعيشية، وتلاعب المليشيات بحياة الناس والمتاجرة بأقواتهم لتعيش مئات الأسر الفقيرة، ظروفا مأساوية، مع حلول موجة البرد القارسة، نظرا لعجزها عن شراء ملابس وبطانيات تقيها من البرد، مما زاد في معاناتهم إضافة للحرب التي نهشت اجسادهم.
(الصحوة نت) سلّطت الضوء على جانب من معاناة الطفل "قائد " والذي يدرس في صف الأول ثانوي. يقول "رمزي صالح" – صديق له، ان قائد من أسرة فقيره تكافح من أجل البقاء، واستمرار ابنها في التعليم الذي توقف لمدة ثلاث سنوات بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي ليضطر "قائد" للخروج للعمل بأي مكان حتى بالشارع يبيع فيه ويصرف على اسرته مما جعله يتأخر في اكمال تعليم.
ويتابع " كثيرا ما يفقد قائد الوعي في طابور الصباح لأنه لا يملك قيمة "سندوتش" ليأكله إضافة للبرد الذي ينهش جسده شبه العاري، كذلك يضطر أحيانا الى المشي الي المدرسة والوصول متأخرا لأنه لا يملك قيمه مواصلاته، ويتعرض للعقاب والطرد رغم ان الإدارة تعرف ظروفه التي ساءت بسبب قيام الحوثي ومليشياته بسرقة كسرة الخبز من فم قائد وأفواه آلاف اليمنيين ونهب البطانيات التي تقيهم برد الشتاء. تابعت "الصحوة نت" قصة الطفل قائد وزارت المنزل الذي يسكن فيه وعائلته.. كان منزلا قديما متهالكا كثير الثقوب ضيق ومظلم، ومع كل تلك الصورة المشبعة بالأسى الا أن أسرة الطفل قائد تخبيء كل حزنها الذي لا يتجاوز الجدران. يعيشون كمعظم اليمنين في هذه الظروف على وجبة واحدة قد يحصلون عليها بشق الانفس بعد عناء طوال نهارهم في البيع والبحث عن الرزق. اصطنع قائد الابتسامة وهو يتكلم بخجل عن حياتهم التي مزقها الشقاء والفقر والجوع والبرد وهوامير الفساد والظلم لمليشيا الانقلاب. يقول لم تكن حياتنا أفضل في عهد عفاش، حتى زادت ظلاما بعهد مرتزقة العنصرية والإمامة.. فمنذ زمن أعرف أن والدي ووالدتي يجاهدون حتي يوفرون لنا لقمه العيش وإلى اليوم في هذا البرد والغلاء نجاهد حتى نبقى على قيد الحياة.