جرت سنن الله تعالى في الكون أن الحق والباطل في صراع أزلي دائم عبر التاريخ منذ خلق الله الأرض ومن عليها وحتى قيام الساعة وتحسم المعركة في النهاية دائما لمصلحة الحق وأنصاره ورجاله وينتصر الحق على الباطل قال تعالى ( ونقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) وللباطل ألوان وأشكال متعددة ومنها الأنظمة الفاسدة المستبدة القائمة على حكم الشعوب العربية الإسلامية بالقوة والتي نهبت ثرواتها وأبادتها قتلا وجرحا وأسرا وتنكيلا في سبيل بقائها مع أسرها ألحاكمة كما هو حاصل في اليمن وسوريا من قبل صالح والأسد وأذنابهما الذين لم يكتفيا ببقائهما في الحكم الجبري لعقود من الزمن بل مصران على البقاء وتوريث الحكم بالقوة للأولاد والأقارب إلى مالا نهاية وهو ما أدى إلى انتفاضة شعوبهما ضدهما مطالبين برحيلهما ومهما تباطأت بقايا الأنظمة عن الرحيل فخروجها حتمي خلال أيام بإذن الله لان الشعوب الصامدة الصابرة قررت التغير وهو قرار نهائي مشمول بالنفاذ المعجل لا يقبل الطعن فيه ولا الالتماس عليه والشيء الغريب ان صالح واولاده وأقاربه والأسد وشبيحته لم يتعضوا أو يسألوا أنفسهم أين مصير القذافي وأولاده سيف الباطل لان الإسلام براءٌ منه وأيضا خميس ومحمد وغيرهم لقد قُتل من قُتل وهرب من هرب منهم والبحث جاري عن من تبقى بالمخابئ والغابات وقد انتصر الشعب الليبي الأبي. وليس أولاد صالح وأقاربه وأيضا الأسد وشبيحته أكثر قوة وجيشا وسلاحا مما كان عليه القذافي وكتائبه ومرتزقته الم يأني لهؤلاء الاتعاظ بمصير القذافي ومبارك وبن علي الم يتدبروا القران الكريم الذي اخبرنا بالمصير المخزي للفراعنة والطغاة من الأمم السابقة فهل لهؤلاء قلوب يفقهون بها وهل لهم أذان يسمعون بها وهل لهم أعين يبصرون بها ويشاهدون ولو كانوا كذلك لعرفوا أن مصيرهم هو مصير أقرانهم الطغاة السالف ذكرهم قال تعالى (ألَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) فعلى ماذا يراهن هؤلاء الفاسدون على البقاء ؟ فما هي منجزاتهم التي قدموها لأوطانهم ؟ لاشيء سوى الإرهاب والتوريث لأولادهم فلم تعد تجدي دعواتهم الأخيرة للحوار والإصلاحات في اليمن والتعددية السياسية والحزبية في سوريا فليرحلوا موزورين غير مأجورين وطالحين غير صالحين وكاذبين غير صادقين وخائنين غير مؤتمنين فإلى مزبلة التأريخ مع من ذكرهم الشاعر الحكيم ابن الوردي في لاميته الشهيرة التي نذكر الشاهد منها : كُتب الموت على الخلق فكم ** فلّ من جيش وأفنى من دول أين نمرود وكنعان ومن *** ملك الأرض وولّى وعزل أين فرعون وهامان ومن ***رفع الاهرام من يسمع يخل أين من سادوا وشادوا وبنوا***هلك الكل فلم تغنِ القُلل أين أرباب الحجى أهل النهى ***أين أهل العلم والقوم الأُوَل سيعيد الله كلاً منهم *** وسيجزي فاعلا ما قد فعل
لقد وقعت الشعوب العربية في غضب الله عليها بسبب صبرها الطويل على فساد الأنظمة والطغاة لعقود من الزمن ظلوا فيها يسندون مناصب الحكم إلى أولادهم وأقاربهم وها هي الشعوب تجني ثمن أخطائها ولكنها ستكافح وتناضل كما هي عليه ألان حتى يتحقق النصر المؤزر برحيل من تبقى من الطغاة (وان غدا لناظره قريب) لاسيما وان الله قد طرد الظالمين المستبدين من رحمته فقد قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: (من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم) وهذا الحديث الشريف ينطبق على هؤلاء الطغاة وهو ما يعني أنهم كانوا بمنآ عن تعاليم الإسلام وأحكامه وأخلاقه ولله در الشاعر احمد مطر حين قال: فهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ** وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !