تعد محافظة ذمار بالنسبة لجماعة الحوثي الانقلابية المخزون البشري والركيزة الأساسية للزج بالناس إلى جبهات القتال المختلفة ليكونوا وقودا للحرب الظالمة التي أشعلتها، حيث يدفع الاطفال ثمن النقص العددي في مقاتلي المليشيات الحوثية. اختطاف وتهديد أولياء الأمور ويقوم الحوثيون باختطاف الطلاب من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك وهو ما يُعد جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل. وكشف تقرير حقوقي في عام 2016 أن محافظة ذمار تصدرت القائمة في عدد الأطفال الذين أصبحوا وقود حروب الحوثي، حيث أن ما يقارب 2000 طفل وشاب لقوا حتفهم في جبهات القتال مع الحوثيين. في الأشهر الأخيرة تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجدران مدارس في ذمار غطتها صور ضحايا تجنيد الحوثي لطلاب المدارس، الذين قضوا في جبهات القتال، وفي جامعة ذمار حلت صور الطلاب الذين قذف بهم الحوثي إلى حربه العبثية على كراسي الدراسة بعد أن ذهب أصحابها دون عودة. ودخلت بعض الاسر في صراع وخلافات مع مشرفي المليشيات الحوثية الانقلابية في المناطق لعل أهمها اختطاف وتجنيد الطلاب دون علم ذويهم والزج بهم في معارك عبثية. لجان خاصة للحشد والتعبئة وقام قادة المليشيات الحوثية في ذمار بانشاء لجنة خاصة للحشد والتعبئة العامة يرأسها القيادي الحوثي عباس العمدي، الذي عين العام الماضي وكيلاً للمحافظة للشئون المالية والإدارية، ومعه محافظ ذمار المعين من المليشيات محمد حسين المقدشي، والذي يحظى بنفوذ قبلي واسع يستطيع من خلاله استقطاب الشباب والزج بهم في جبهات المعارك ليعودوا جثثاً هامدة. وبين كل فترة وأخرى يتنقل المقدشي ومعه العمدي في مختلف المديريات في المحافظة بغرض حشد المزيد من الطلاب وبينهم نسبة كبيرة من الأطفال في جبهات القتال وتضليلهم بأنهم يواجهون عدواناً، وايهامهم بتحقيق الانتصارات لاستقطاب المزيد منهم. وتقوم هذه اللجنة التي يرأسها العمدي بإقامة عدد من الندوات التحريضية في المدارس والجامعات من خلال عناصرهم التي يدعونها بالثقافية، وتسهيل قيادات في المحافظة، حيث يتلقى المشاركون محاضرات طائفية تحرض على قتال من يسمونهم التكفيريين والمنافقين. وتحولت المساجد والمنابر في يوم الجمعة إلى منطلق لتضليل الرأي العام، بغرض استقطاب الطلاب وصغار السن، وتلقينهم الخرافات التي يروجها الحوثي، كما يستغلون هذه الأماكن لجمع تبرعات لعناصرهم واجبار الاهالي في القرى لدفع مزايد من الأموال التي يكتسبونها من زراعة شجرة القات. وينظم الحوثيين سنويا فعالية تسمى بيوم الشهيد يتم فيها رفع صور للآلاف من قتلاهم في جدران ساحات المدراس والشوارع، في حين تم انشاء مقابر خاصة لقتلاهم سميت بروضات الشهداء والذي تفرض عليها سورا وحراسة من عناصرهم. تحويل المدارس الى ثكنات وتحولت المدارس وجامعة ذمار الى مؤسسات طائفية حوثية لإثارة الفتنة والصراع بدلا من نشر العلم والثقافة وتعزيز قيم الوطنية، حيث يقيم الحوثيون في جامعة ذمار عددا من الفعاليات والانشطة تهدف الى محو الثقافة الوطنية لدى الطلاب واستبدالها بثقافة العنصرية، ويتم خلالها استقطاب المزيد من الطلاب. لم يكتف الحوثيون عند هذا، ففي جامعة ذمار الخاضعة لسيطرتهم والتي يراسها الحوثي طالب النهاري أقروا اعتماد عشرة مقاعد من كليات الطب والهندسة لطلاب من عناصر قتلاهم من الاسر الهاشمية وأجبرت المليشيات المدارس الخاصة الى تخفيض 30%من الرسوم المدرسية على طلاب عناصر قتلاهم، كما وزعت المليشيات في الفترة الاخيرة صورا علقتها في جدران المدارس والاحياء السكنية تحث الطلاب وصغار السن على الالتحاق بالجبهات، في حين يتم اجبار الطلاب لدفع رسوم شهريا 5الف ريال في المدارس الحكومية التي تعاني من شحة الكادر الدراسي بسبب عدم صرف المرتبات منذ عامين. وقبل عدة أشهر وفي اجتماع قبلي هدد المقدشي المحافظ المعين من الحوثيين الاهالي الذين يرفضون التجنيد والذهاب بذويهم للجبهات وأكد أن جماعته لن تتهاون في اجبار الشباب والاطفال للقتال، وقال لهم إن الجماعة لن تستهدف الا طلاب المرحلة الثانوية وأن قانون الجمهورية يسمح لهم بالتجنيد الاجباري في حالة تقاعدوا عن ما أسماه بالدفاع عن الوطن. لم يعودوا تغيب العديد من الاطفال عن أسرهم ولم يعودوا أيضا إلى مدارسهم، في حين يرسل الحوثيون رسائل تطمين إلى أهاليهم بأنهم لا يزالون على قيد الحياة، إلا أنهم يتفاجئون بعد مضي أشهر بعودتهم جثثاً هامدة، في صناديق مغلقة لا يدورن ما بداخلها، في حين زينوا خارجها بلواصق خضراء عليها صور أبنائهم تحمل بياناتهم. عاصم سرحان المصقري البالغ من العمر 12 عاماً، أبرز هذه صورة لهذه الجريمة، ونموذجا للمأساة التي أشعلها الحوثيين في قلوب الاسر مستغلين للظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسر للضغط عليهم لتجنيد الأطفال، والزج بهم في صفوف القتال بالجبهات المختلفة، في محاولة منها لسد العجز الحاصل في صفوفها، وبعد ثلاثة أشهر وبدون مقدمات يتلقى والده اتصالا من مستشفى هيئة ذمار العام لأخذ جثة أبنه من ثلاجة المستشفى وأنه قتل في تعز ضد العدوان.