[email protected] مبادرة الخليج التي فرضها العالم على الشعب اليمني هي في الإساس مخرج وحل ناجح لورطة علي صالح الذي أوغل في جرائمه ضد الشعب اليمني جرائم تعاقب عليها كل الشرائع الإلاهية والقوانين والدساتير البشرية . المبادرة في الأصل صيغت حسب طلبه في نسخها الثانية والثالثة والرابعة ثم جاءت المبادرة الأممية التي رعاها مندوب الأمين العام للأمم المتحدة جمال ابن عمر على أساس المبادرة الخليجية أضيف لها بنود جديدة تصب في مصلحة علي صالح ،المبادرة الأممية جاءت بعد حادثة دار الرئاسة وبعد الحرب التي شنتها قوات صالح على الحصبة وارحب ونهم والحيمة وأبين وغيرها ولم يعلم بها الشباب إلى في وقت متأخر واذكر في لقاء مع الناطق الرسمي للمشترك قال لنا بالحرف الواحد خشينا لو ذكرناها لكم ان تضربونا بالأحذية . فرص ذهبية قدمها العالم ووافق عليها الشعب اليمني متمثلا في شباب الثورة والمعارضة لا لشيء وإنما فقط من اجل حقن دماء اليمنيين وتجنيب البلاد ويلات حرب لا تبقي ولا تذر. قبل أيام قليلة يطالعنا الاعلام بقرار جمهوري أصدره علي صالح بمنح نائبة بعض صلاحياته التي تخوله بالحوار مع المعارضة ثم التوقيع على المبادرة يعني لو لم ترضخ المعارضة لشروطهم الجديدة في الحوار الجديد لن يتم التوقيع عليها . الحقيقة ان تصرف علي صالح بهذه الطريقة يعتبر التفافا على مبادرات الخليج والمبادرة الأممية وكان مخيبا لأمال المجتمع الدولي وكذلك للشعب اليمني وبتصرفه هذا كأنه يقول للشعب الثائر إما ان ترضخوا لشروطنا أو ان الميدان حكم بيننا وبينكم ، تصرف أهوج يدل على عدم الشعور بالمسؤولية التاريخية والوطنية وعدم مراعات مطالب الشعب المشروعة . في اعتقادي ان الله تعالى اعمى بصيرته فهو يتخبط هنا وهناك لا يدري ما هو المخرج الصحيح له ولأسرته وانه ان اصر على موقفة هذا ستكون نهايته ونظامه مفزعة وسيندمون على تفريطهم وضياعهم للفرصة تلو الأخرى. أما المعارضة فقد فقدت الثقة في مصداقية هذا الرجل ونظامه فمن خلال تجاربهم معه سنين طويله اتضح لهم ولكل ذي عقل ان هذا الرجل ونظامه ليس لهم عهد ولا ذمة ولا ميثاق يعد ويخلف ويحدث فيكذب ويؤتمن فيخون ، فوصلوا إلى قناعة ان الحوار مع هذا الرجل مضيعة للوقت وتطويل للقضية فقرروا المضي في الثورة دون الالتفات إلى ترهاته إلا في حالة واحدة هي ان يوقع على المبادرة بدون قيد أو شرط. اما شباب الثورة فموقفهم واضح منذ البداية ألا تفاوض ولا حوار حتى يرحل على صالح ونظامه ونراهم في هذه الأيام يعدون العدة لمرحلة الحسم بطريقة سلمية وبزخم شعبي منقطع النظير . معادلة معقدة تحتاج في حلها إلى حكمة وعلم وخبرة ودراية بمثل هذه الأمور لان الخصم قد الف اللعب على كل الحبال واللعب بالبيضة والحجر ولم يعد يحمل أي ذرة من المعاني الإنسانية والرحمة بهذا الشعب المغلوب على أمره فتهديده بالحرب وإشعال الفتن ليس لأنه سينتصر في النهاية ، هو يعلم ان انتهى وانه لم يعد له مكان في الحكم ولكنه يريد ان يطفئ الحقد الدفين الذي في قلبه على الشعب الذي لفظه وقال له ارحل يريد ان يحرق الأخضر واليابس ثم بعد ذلك يرحل وقد ترك بلدا مدمرا وقلوب محطمة وقلب نهار اليمن إلى سواد. بالله عليكم كيف تحكمون على هذا النظام الذي لم يراعي في شعب تحمله وأيده وصفق له ورفعه وصبر على كل الأذى اكثر من ثلاثة عقود تنكر لهذا كله بمجرد ان سئم الشعب طريقة حكمه وقرر تغيير واقعه افلا يتق الله فيه ويتركه يعيش بسلام ويبني بلده بالطريقة التي يريدها . في تصوري ان الحل يكمن في توحد شباب الثورة مع المعارضة ووقوفهم صفا واحدا وراء قيادتهم الموحدة ( المجلس الوطني ) والذي تجلت الحكمة اليمانية في اتخاذ قراراته وتصريحاته وطريقة ادارته للثورة من أول قرار اتخذه. المجلس الوطني يمثل كافة أطياف المجتمع اليمني وحاز على رضاء الجميع والالتفاف حوله إنما هي قوة تضاف إلى قوة الثورة وتسريع لمرحلة الحسم ، وهي سنة الله في الكون قال تعالى : ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم . وقوف قوى الثورة صفا واحدا كالبنيان المرصوص أمام قوة صالح المتمردة على خيارات ومطالب الشعب اليمني سيفقدهم القدرة على المناورة وعلى فرض الأمر الواقع من جانبهم وسيجعلهم يعيدون حساباتهم وسينصاعون في النهاية للأمر الواقع الذي فرضه عليهم الشعب الثائر.