أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتُّهم بخداع مضيفيه السعوديين، حين عاد على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي إلى صنعاء، ما أدى إلى تفاقم المواجهة بين نظامه وبين حركة الاحتجاج في البلاد. وذكرت الصحيفة اليوم أن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى، لم تكشف عن هويته، أكد أن صالح، «فرّ من المملكة تحت ذريعة الذهاب إلى المطار لأمر آخر ولم تكن الولاياتالمتحدة تدرك وكذلك السعودية أن رحيله خُطط له بطريقة ذكية وماكرة، ونحن لسنا سعداء على الإطلاق بما حدث». واشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين غربيين آخرين أعربوا أيضاً عن إحباطهم من عودة صالح إلى اليمن، مضيفةً أن الدوائر الدبلوماسية تتداول روايتين مختلفتين لتفاصيل عودته، الأولى أنه أبلغ السعوديين قراره الانتقال إلى إثيوبيا، والثانية أنه ذهب إلى المطار بحجة توديع مسؤولين يمنيين. لافتةً إلى أن مسؤولين خليجيين وغرببين عدّوا ذهاب الرئيس صالح إلى السعودية لتلقي العلاج الطبي من جروح وحروق في الرقبة والصدر، أُصيب بها خلال هجوم صاروخي على قصره في صنعاء في حزيران/يونيو الماضي، فرصة لتسريع عملية الانتقال السياسي من أجل منع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من استغلال الفراغ السياسي. ونسبت «فايننشال تايمز» إلى دبلوماسي غربي قوله «إن هناك اهتماماً في صنعاء على الأقل، بتهدئة الأمور ما دام الرئيس صالح قد عاد، لكونه يريد أن يُظهر أن عودته ستحقق بعض الاستقرار». يأتي في الوقت الذي تعرض فيه نائب الرئيس اللواء عبد ربه منصور هادي لهجمة إعلامية رسمية اتهمته بالتخطيط للانقلاب على صالح. وتبنت تلك الاتهامات وزارة الداخلية عبر صحيفة "الحارس" وتناقلتها مختلف الصحف الرسمية والتابعة لحزب صالح بما فيها الناطقة باسم وزارة الدفاع، وجمعيها تجاهلت النفي الصادر عن مكتب النائب هادي. واعتبر مراقبون اتهامات الداخلية للنائب هادي تهديد معلن ومفضوح لإثنائه عن التوقيع على المبادرة الخليجية وابتزاز رخيص من بقايا عصابة القتلة المغتصبة للسلطة.