يستعد اليمنيون لاستقبال رمضان الذي يحمل ذكريات بعضها مؤلمة، إلا أن غلاء الأسعار ووصولها الى هذا الحد من الجنون جعل توفير احتياجات الشهر مهمة صعبة. ويؤكد خالد القليدي "رب اسرة" ل" الصحوة نت" أنهم باتوا لا يعتبرون شهر رمضان شهر عبادة وصوم، بل شهرا يجب الانشغال فيه بحسب حجم الإنفاق الكبير على الطعام والشراب، وقال: "من المحال توفير ولو القليل من متطلبات رمضان كما كنا نفعل سابقا". وأضاف ل"الصحوة نت: "يعيش الناس أوضاعا صعبة خاصة مع الحرب والنزوح وحمى ارتفاع الأسعار، فكيف الحال وشهر رمضان على الأبواب والكثير لا يملكون شيئا لشراء طعام إفطار وسحور يومهم؟". وقالت أم يحيي -نازحة -إنها ستعيش الشهر الفضيل على بعض الأرز والطحين إذا توافر المال لشراء ذلك، فالأسعار جنون؟ والوجبات لا تكفي.. حتى المعونات لا تصل وان وصلت لا تكفي، وفوق هذا العناء ايجار المنزل الذي لم يدفعوه منذ أشهر او بيقضوا رمضان في الشارع.
رمضان والفقراء.. أضافت حليمة محمد "موظفة" "ل"الصحوة نت" فأسعار مستلزمات رمضان باتت لا تناسب الفقراء وذوي الدخل المحدود، وبات الشهر الفضيل ومستلزماته حكرا على السرق ومن ينهب ويأكل ارزاق الناس. غازي -تاجر -أكد أن الأسواق تشهد كسادا قبل حلول شهر رمضان حتى لو وجد بعض من يشتري من مستلزمات ضرورية جدا، بينما كانت في مثل هذه السنوات من كل عام تغص بالناس لشراء متطلبات رمضان. وأضاف: "نادرا ما ترى هذا العام من يشتري اللحوم والدجاج ومستلزمات رمضان مثل أنواع الحلويات او بعض المشروبات المتنوعة وغيرها". مع قدوم شهر رمضان ترى وجوها شاحبة وشاخصة وملامح تروي مظاهر فقر، وفقرا ينتظرون فرجا من السماء ليسدوا رمق جوعهم الابدي والمستعصي..
لقد فاقم انقلاب مليشيا الحوثي وجع الناس وتعاظمت حاجتهم واحتياجاتهم وانتشرت الأوبئة وعمت الفاقة وتوسعت دائرة الفقر وانحسرت القوة الشرائية وما عاد الاهتمام برمضان بذات الزخم الذي كانت تشهده المدن والأرياف اليمنية فاهتمامات الناس منحصرة في توفير لقمة العيش وسد الضروريات.
تتذكر فاطمة يحيى كيف كان استقبال رمضان له من بداية شعبان بتوفير احتياجات الأسرة وتزيين المنزل والاستعداد النفسي لاستقبال هذا الشهر الكريم بينما ومنذ الانقلاب المشئوم تتفاجئ هي وأسرتها بقدوم الشهر وكأنه ضيف قدم دون استئذان.. تقول "يظل رمضان شهر الخير والبركة والعبادة لكن النفوس موجوعة والجيوب خاوية ولم نستقبله بما يليق به".
ويظل لليمنيين مع رمضان حكايات وحكايات فالبهجة تعم القرى والأزقة والأحياء والحارات بمقدم الشهر الكريم واستقباله يكون بنكهات خاصة فمذاق السمبوسة ورائحة التراويح وتلاوة القران تتردد في الأنحاء، فتجد الأطفال يتسابقون على ختم القران، والمصاحف تنتقل من الرفوف الى الأيادي، والمساجد تكتظ بالمصلين.