يأتي شهر رمضان الفضيل من كل عام حاملاً معه فيضاً من النفحات الإيمانية والأجواء الروحانية التي تغسل قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم وتزيل همومهم . وفي اليمن، كبقية الدول العربية والاسلامية، يجيء رمضان وتاتي معه فرص عمل مستحدثة و "مؤقتة" لآلاف الشباب، نظراً لما يمثله الشهر الكريم من سوق نشطة ولما يتميز به من ارتفاع وتيرة البيع والشراء بشكل كبير. ونستعرض في "المشهد اليمني" ضمن حلقات متعدد بعضاً من الأعمال التي ترافق هذا الشهر وتنتهي بزواله، وفي هذه الحلقة نناقش وجبة "السمبوسة" وكيف قامت بخلق فرص عمل عديدة لكثير من اليمنيين.
"السمبوسة".. واليمنيين تعد وجبة السمبوسة، أشهر وجبة رمضانية في اليمن، ولا تكتمل مائدة الإفطار في أي أسرة، سواءا كانت غنية أم فقيرة بدونها. وهي عبارة عن عجينة مثلثة الشكل، محشوة باللحم أو الخضار أو الجبن أو غيره وتكون إما مقلية أو بالفرن. وانتشرت شائعات بأن أصل السنبوسة تركي وانها وصلت اليمن مع مجيء الاتراك إلا أن مدينة صنعاء التي عرفت كثيرا من الاطعمة التركية لم تعرف السنبوسة إلا في بداية السبعينات من القرن الماضي. وهذا يعني ان لا علاقة للسنبوسة بالأتراك . وحقيقة الأمر أن السنبوسة هندية الأصل وهي اختراع هندي ومن الهند ونقلها أهل حضرموت المغتربون بالهند الى اليمن. ومنذ أول يوم في رمضان يتم افتتاح عشرات المحال الجديدة التي تقوم بإعداد عجينة السمبوسة، وهي عجينة خاصة، وتحضر بطريقة دقيقة حتى تصير بالنهاية على شكل أكوام ورقية، وتباع بالكيلو جرام، فمثلاً يبلغ سعر الكيلوجرام الواحد في العاصمة صنعاء حوالي 500 ريال يمني. وكل محل تجاري من هذه المحلات يشتغل فيها على الأقل خمسة عمال، ما يعني توفير فرص عمل وفيرة لكثير من اليمنيين. لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن السمبوسة أيضاً تخلق فرص عمل عديدة لكثير من الباعة المتجولين، والذين يقومون بتحضير وجبة السمبوسة فوق عربيات مخصصة، بها موقد وإناء للقلي، واسطوانة غاز، وصندوق لتخزين وحفظ السمسبوسة المقلية. وينتشر باعة السمبوسة المتجولون تقريباً في جميع الأحياء والشوارع، ويلاقون اقبالا كبيراً من الزبائن والمشترين.