[email protected] احتفل اليمنيون بعيد ثورة 26 سبتمبر لأول مرة في تاريخهم, نعم لأول مرة رغم مرور نصف قرن من قيام الثورة اليمنية ؟ التي توقف عمرها في مرحلة الطفولة بفعل فاعل منع نموها بل اغتصبها وادعى بسهولة أنه هو الثورة والجمهورية والوحدة والشعب وما قبل وما بعد ولم يستح أن يعلن أمام الملايين بالخط العريض (من قبلك عدم ومن بعدك ندم) جملة رفعها علي صالح في مدخل عدن وكانت أبلغ تعبير عن شخصيته وسياسته النرجسية وما يضمر للشعب والثورة ساعده في ذلك أمساخ من المطبلين والمزمرين وماسحي الأحذية من مدعي الثقافة والمشيخة الوطنية والدينية ؟! وكان كل عام يحتفل بعيد الثورة والعيد الوطني وكأنه يحتفل بعيد ميلاده ويوم التنصيب متصرف بهذه المناسبة بمليارات الريالات يوزعها على هؤلاء الكتل البشرية التي تحوم حوله كالذباب على حساب الشعب المهمش الغريب في وطنه والمغترب في ديار الآخرين ؟! ولم يعد لهذا المواطن أي فرحة بعيد الثورة وعيد الوحدة لأنها لا تعني له شيئاً سوى إثارة أو نجاعه وتذكيره بأحلامه المذبوحة وطموحاته المسلوخة في عتبة الأسرة والأبناء والمقربين وأبنائهم وبصورة أنهت الشعور بالانتماء العزيز للوطن , هذا العام الفريد فقط احتفل الشعب بعيد الثورة رافع الرأس مبتهجا أقام المسيرات والكرنفالات الشعبية والعروض في الشوارع العامة (بلاش) بلا مليارات ولاملايين , لقد كانت فرحة خالصة ليس بعيد الثورة وإنما بتحرير الثورة حيث انطلقت ثورة فيراير الشعبية قبل أشهر تشتعل يقودها الشعب كله ويحميها الشعب ولن يترك احد يسرقها لأنه ببساطة لن يغيب هذه المرة ولن يكرر غلطة ثورة سبتمبر وأكتوبر ولن يوكل أحد نيابة عنه وسيحمي حقه بنفسه وسيقيم دولته المدنية وسيكون جاهزا كشعب لينخرط مثل السيف في أي وقت لقطع رقبة أي لص أو طامع أو متلاعب بمنجزات ومقدرات الشعب . نعم احتفل الشعب اليمني بعيد الثورة لأول مرة في المحافظات اليمنية كصاحب سيادة بعيدا عن الرمز الملهم والفرد المستبد بينما غاب صالح وأولاده وأنصاره في هذا اليوم واختبأوا في قاعات مغلقة ليحتفلوا كما قالوا بعيد الثورة وهم يهتفون الشعب يريد علي عبدالله صالح يا له من شعار تافه . إنهم لم يحتفلوا بعيد الثورة وإنما بعيد علي عبدالله صالح الذي قال لهم أنا الثورة والجمهورية فصدقوه تماما مثل ذاك الذي استخف قومه فأطاعوه عندما قال أنا ربكم الأعلى , لم ير أحد في الشارع اليمني محتفلا بعيد الثورة هذا العام الرائع غير الشعب بينما تلاشى الآخرون في جحورهم على طريقة إذا حضرت الملائكة غابت الشياطين وإذا حضر الشعب خنس اللصوص .