هانحن مازلنا نعيش ربيع الثورات العربية، وهانحن نرى عميد الطغاة العرب يسقط إلى مزبلة التاريخ ليلحق برفقيه بن علي ومبارك، يبدوا أن هؤلاء الحكام قد وصلوا لحالة من الألوهية من كثر مكوثهم على الكراسي وعلى صدور شعوبهم، ولم يستسيغوا فكرة أن الشعوب العربية التي أذاقوها ويلات الفقر والجوع والحرمان وكتموا على أنفاسها بأجهزتهم القمعية ومكاتب أمن الدولة و مخبري الأمن السياسي سوف تخرج لكي تكسر حاجز الخوف الذي ألبسوه لها على مدى عقود، لقد كانت هذه الشعوب تغلي وتنتظر الشرارة لكي تنطلق مثل بركانا هادر،وشاءت الأقدار أن تكون الشرارة من جسد أحد شبابها الذي أشعل نفسه لكي يضيئ حياتنا من جديد، نعم لقد عادت لنا ذكريات العزة وأيام الحرية وصرخنا في كل أرجاء المعمورة هاهي الشعوب العربية آتية من بعيد لكي تستعيد مجدها الغابر وتبني أوطانا يكون فيها الحق هو السائد والعدل هو العنوان. لقد كنت في حالة فرح هستيرية وأنا أتابع الأخبار وهي تتوالى عن انتصارات أحفاد عمر المختار في ليبيا، وحينها تذكرت تلك المقولة الخالدة لشيخ الثوار عمر المختار حين قال: "نحن لانستسلم ننتصر أو نموت"، نعم أيها الشيخ الثائر لقد آن أوان الشعوب ودقة ساعة الشباب الثائر لكي يقودوا أوطانهم إلى رحاب الحرية وترانيم الحياة الجديدة، بالله عليكم أي زعيما هذا من يصف شعبه بالجرذان وينعت شبابه بأن مهلوسون، لقد اتضح للعالم كله أنك أنت المعتوه المهلوس وأنك أنت من طينة الجرذان. لقد هرب بن علي وحوكم مبارك وزُحف على القذافي بالملايين لكي يطهر العالم العربي شعبا شعبا ودولة تلو دولة، والآن يأتي السؤال من الذي بعده، أظن أن ثلاثة دروس تبدوا كافية لأي إنسان عادي الذكاء لكي يتعلم منها إلا إذا تبين أن من كانوا يحكموننا أغبى بكثير مما كنا نتوقع، ولكي أكون دقيقا معكم فهو ليس غباءً محضا ولكنها الفرعونية التي نبتت بداخلهم والتي تزداد بفعل المطبلين والمزمرين والنهابين والفاسدين الذي ترتبط مصالحهم بهؤلاء الفراعنة. وأخيرا أقول بأن منطق الثورات يقول دائما بأن الشعب أبقى من حاكمه وأقوى، وعندما الشعب يريد فإنا إرادته سوف تتفوق على كل مستحيل، والثورة وإن طالت فهي سائرة لتحقق أهدافها بعز عزيز أو بذل ذليل، أيها الثوار لنعش فرحة النصر الليبية كما عشنا من قبلها فرحتي النصر التونسية والمصرية وليكن هذا دافعا لنا لرفع وتيرة الفعل الثوري والإسراع في الحسم ولكي نذوق حلاوة النصر كما ذاقها إخواننا من قبل ولتعلموا أن حال لسان العالم العربي كله يقول "اللي بعده" .