"26 سبتمبر" تاريخ محفور بقلب كل يمني، فهو تاريخ التحرر من الظلم والكهنوت والسلالية البغيضة التي استعبدت اليمنيين لعهود كان الجهل والفقر والمرض هي عناوينها البارزة. تؤكد الناشطة نبيلة سعيد "للصحوة نت" أن اليمنيين يخوضون مرحلة كفاح لتخليص اليمن من وباء الإمامة الحوثية وتمكين المشروع الجمهوري من قيادة دفة البلاد مستقبلاً وتحقيق كافة التطلعات الثورية السبتمبرية. وتقول: "بعدما انقلب الحوثيون على اهداف 26 سبتمبر بالسلاح، اتخذ شباب فبراير واليمنيون قرارهم بمواجهة الائمة الجدد". مشيرة الى ان اهداف سبتمبر ستظل هي الشعلة التي ستطفئ نار المليشيات التي اكلت أبناء اليمن. واعتبرت الناشطة الحقوقية اسلام أن ثورتي 26 سبتمبر و11فبراير كلاهما نتيجة طبيعة لمسار سياسي كانت تجرفه يد الحاكم حيث شاءت، وفساد مالي وإداري وأخلاقي بلا حدود، واحتقان شعبي يزداد شراسة كلما اتسعت فجوة الفقر، وكبرت قوائم الفاسدين والمنتفعين. فيما ترى الصحفية اليمنية مروة العريقي أن ثورة 26 سبتمبر رفضت الإمامة، وأن ما آلت إليه البلاد حاليا سببه انقلاب 21 سبتمبر، الذي حدث قبل أربع سنوات، وستظل 26 سبتمبر هي ام الثورات حتى تخليص اليمن من أذناب الإمامة الحوثية". "جمال، 32 عاماً" يعمل في بقالة يقول للصحوة نت: "ثورة 26 سبتمبر قامت ضد الظلم والكهنوت، وكتبت تاريخا مشرفا لليمنين الذين ثاروا ضد إمامة بغيضة". وتابع: "صحيح لم نعش تلك الايام التي غيرت وجه اليمن، وعلى كل حال، فقد عاد الإمام من جديدوبالألوان، فقد حاول الحوثيون في سبتمبر 2014 طمس ثورة اليمنيين وصنعوا الشقاء في ذلك التاريخ". فيما اعتبرت "ام ضياء، 28 عام"، ان 26 سبتمبر هي الثورة الحقيقية التي أعادت لليمن روحها التاريخي، وقالت: "كنا نفرح عندما يأتي عيد الثورة فنزين البيوت والشوارع ونتابع الاحتفالات وتضج كل الإذاعات المدرسية للاحتفال بهذا اليوم العظيم وتردد الأغاني والأناشيد الوطنية".
وأضافت ساخرة: "واليوم يستبدل الحوثيون هذا التاريخ العظيم بتاريخهم الأسود 21 سبتمبر ليستعد اليمنيين للخروج الى الشوارع للطم والجلد كما يفعل الشيعة يوم كربلاء، وتتشح اليمن بالسواد من اقصاها الى اقصاها، وتنكس الاعلام إنه تاريخ ذبح اليمن". ثورة ضد الشعب اما "ش.م" عاملة خياطة تؤكد للصحوة نت ان الفرق بين 21 و26 سبتمبر كالفرق بين الابيض والاسود أوما بين السماء والارض، "تضحك" في 26 سبتمبر قام الشعب بثورة ضد التخلف، اما في 21 سبتمبر فقد قام التخلف بثورة ضد الشعب! وتقول "المهندسة جهاد الريمي، 27 عام": "إن نكبة 21 سبتمبر جاءت للانتقام من 26 سبتمبر الثورة التي اقتلع الشعب اليمني فيها حكم الائمة الطائفي الظلامي". واكدت أن الحوثيين لا يؤمنون بالجمهورية والحكم الديمقراطي ويبغضون ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ورموزها، فلو كان الزبيري -رحمه الله- حياً لكان اليوم في سجون الحوثيين بدعوى انه داعشي. وأوضحت انه لا توجد صفة من صفات الامام الذي قامت عليه الثورة الا وهي موجودة اضعافاً مضاعفة عند الحوثيين، فقد تفوقت المليشيات على الإمامة بصور الظلم وارجاع الناس للعصور الوسطى. في حين يرى "ب.ع" الذي يعمل في صالون حلاقة، ان الشعب اليمني يحتفل كل عام بثورة 26 سبتمبر عفويا من تلقاء نفسه، لأنها كانت ثورة من أجله، أما ما يسمى 21 سبتمبر فهي نكبة من أجل "الشعب الايراني" حسب تعبيره، وعلى الايرانيين ان يحتفلوا هم بهذه المناسبة، ولا علاقة لليمنيين بهذا التاريخ من قريب ولا من بعيد. وشبه الحاج "م. ص" 62 عاماً، ما حدث في 21 سبتمبر بانهيار سد مأرب وخراب أرض اليمن في ذلك الوقت، وتابع الحاج: "لو يعلم اليمنيون عن ثورتهم 26 ستنمبر لما وصل الظلم الى مداه، ولما ادخلت اليمن في صراعات وحروب وما خلفته من تردي الوضع الاقتصادي والانساني اضافة لمقتل، وإصاب مئات الآلاف. واختتم بتساؤل شهدت عليه تجاعيد وجهه "فهل سيمتد عمري لأرى ثو أخرى كسبتمبر المجيد ليخرج جيلا يعشق الحرية.