إذا كنت من سكان العاصمة صنعاء او في مناطق سيطرة الحوثي فامض في طريقك ولا تلتفت يميناً أو شمالاً واحذر ان تحدق في طقم عسكري! بهذه الكلمات، يصف أحد المفرج عنهم من سجون الحوثيين حال الوضع الأمني، في ظل سيطرة "الجماعة" على العاصمة صنعاء، المدينة التي بات فيها المواطن يصبح حراً ويمسي في الزنزانة وهو لا يعلم ما السبب، وليست لديه أدني فكرة حتى عن اسم الجهة التي أمرت باعتقاله، وكل ما يسمعه هو "ابو فلان" و"ابو علان". قال احد سائقي الدراجات النارية في حديث "للصحوة نت": "توقف بجانبنا وسألنا عن الطريق المؤدية الى شارع خولان، نظر اليه زميلي قليلاً ثم قال له: تعال معي، ظن السائق ان زميلي سيدله على الطريق، ولكنه وجد نفسه محتجزاً في قسم الشرطة، ومن هناك تم ترحيله الى البحث الجنائي"، السبب؟، نحن لا نسأل عن السبب عادة، ولكني اتذكر ان تهمة سائق الدراجة كانت ارتدائه بنطالاً "افغانياً" وشالاً اسود، في الساعة العاشرة مساءً"!! إرهاب منظم.. هذه واحدة فقط من عشرات القصص التي رواها لنا "الحوثي التائب" اذا صح التعبير، والتي تكشف عن مدى الجبروت والصلف الذي وصلت اليه الجماعة، واستخفافها بحياة المواطنين وحرياتهم وحقوقهم، وممارستها إرهابا حقيقيا وممنهجا بحق المدنيين. يقول الناشط الحقوقي "حسام عبد الرحيم" في حديث "للصحوة نت": "إن عمليات الاعتقال التعسفي التي قامت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ انقلابها كانت جميعها لأسباب سياسية وطائفية ومناطقية، او لابتزاز اهالي المختطفين واجبارهم على دفع مبالغ كبيرة من الاموال، خصوصا اذا كان المختطف من عائلة غنية او تعمل في التجارة". وقال "الأخضر"، انه في معظم الحالات لا يتم إبلاغ المعتقلين بأسباب اعتقالهم، ولا توجه إليهم أي تهم، ولا يُسمح لهم بمقابلة المحامين أو القاضي ويحتُجزون بمعزل عن العالم الخارجي لفترات طويلة وغير محددة. واضاف:" كالعادة، يبلغون اهاليهم بالتهمة المعلبة "داعشي"، ثم يأخذونهم ولا يراهم أحد بعدها الا بعد سنوات طويلة ودفع مبالغ خيالية، ويخرج المختطف بعدها اما بعاهة مستدامة، او بشلل نصفي، او فاقداً لعقله، او جثة هامدة فالاختطاف لدي المليشيات هواية وإرهاب منظم".
ارتزاق.. "رضية" زوجة أحد المعتقلين منذ 2015، تقول: "كنت أنا وعائلتي نبحث عنه في كل مكان، سألنا عنه في المستشفيات ومراكز الشرطة، وعلمنا لاحقًا أنه محتجز في مكتب الأمن السياسي بصنعاء". واضافت: "أحضرنا وسطاء لدى الحوثيين وتابعنا القضية، وطول الوقت ونحن ندفع لهم المال". تتابع: "في كل مرة كانوا يعطونني وعودًا بدون نتيجة، تحدثت إلى العديد من قادة الحوثيين، وكلهم يقولون إنهم سيفعلون هذا وذاك، لكنهم لا يفعلون شيئًا". واضافت: "لقد دفعت لهم حوالي 1.5 مليون ريال يمني على مدى السنوات الأربع الماضية، ولا يزال زوجي محتجزا حتى الآن، بدون توجيه أي تهمة". من جانبها، تقول اخت أحد المختطفين والذي اختطف في حي "السنينة" أثناء البحث عن وظيفة اواخر عام 2018، انه بعد ستة أشهر أخبرها صديق شقيقها بأنه محتجز، بعدها قامت العائلة بالاتصال بمسؤول حوثي والذي طلب "ضمانات"، ثم دفعت الأسرة 100 ألف ريال وتم إطلاق سراح شقيقها بعد شهر. وقالت " لقد تغير شقيقي بعد اعتقاله ولم يعد كما كان، وظهرت عليه علامات اضطراب نفسي وأصبح يتحدث مع نفسه، وأحيانًا يصرخ "لماذا ضربوني؟". وتابعت: "تعرض اخي لتعذيب وحشي، فكثيرا لا يعرفنا عندما نزوره واجهشت بالبكاء" .
كبش فداء.. أما "ف" معتقل سابق يعمل في البريد، فيقول: "تم اقتيادي من المنزل بتهمة سبق وان اخذت فيها حكماً بالبراءة، بسبب اصرار عضو النيابة العامة المحسوب على جماعة الحوثي على حبسي، وقاموا بإخفاء النسخة الاصلية من التقرير الذي اعدته اللجنة المكلفة منهم والذي يشهد ببراءتي، كل هذا لكي يغطوا على رؤوس القضية المنتسبين للجماعة، الذين ثبتت ادانتهم، ولا زلت احتفظ بنسخ اخرى من التقرير لكن النسخة الأصلية تمت مصادرتها هكذا عيني عينك". ويؤكد المحامي "خالد" ان المذكور قام بإحضار الضمانات الكفيلة بأطلاق سراحه رغم ثبوت براءته اصلاً، ومع هذا كله تصر النيابة على الاستمرار في اعتقاله، للتغطية على قضية فساد كبيرة تتورط فيها اسماء كبيرة ضمن جماعة الحوثي، لذلك قررت الجماعة التضحية بصغار الموظفين وزجهم في السجون كبش فداء لتغطيه سرقتهم ونهبهم للناس.