تواصلاً لفعاليات الحسم الثوري، شهدت عدد من المدن اليمنية تظاهرات حاشدة اليوم الأحد 30/10/2011م تأكيدا على سلمية الثورة ومضيها في إسقاط ومحاكمة صالح وأركان نظامه. وتأتي هذه التظاهرات الحاشدة قبيل زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، اللذين من المتوقع وصولهما العاصمة صنعاء خلال أيام لمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن اليمن. وجابت شوارع تعزوذمار والضالع ومأربوسقطرى صباح ومساء اليوم مسيرات نددت بجرائم بقايا النظام وطالبت المجتمع الدولي بموقف حازم من استمرار جرائم صالح بحق المدنيين والأحياء السكنية. وتعهد المتظاهرون في مدينة ذمار باستمرار التصعيد حتى محاكمة صالح ومعاونيه على الجرائم التي ارتكبوها، وفي مقدمتها قتل المتظاهرين السلميين، وقصف قواته للقرى والأحياء السكنية، وترويع الآمنين، كما رددوا هتافات استنكرت بشدة استهداف الأطفال والنساء. وهتف المتظاهرون "ثورتنا سلمية.. لا للحرب الدموية"، مؤكدين إفشال أبناء اليمن لمخططات صالح، التي يرمي من خلالها إلى جر الثورة إلى مربع العنف والاحتراب، مجددين تمسكهم بسلمية الثورة. وأطلق المتظاهرون هتافات سخرت من أحاديث صالح، التي ما يزال من خلالها يبدي تشبثه بالسلطة أطول وفت ممكن، ومراوغاته المتواصلة، مؤكدين أن ذلك لن يستمر. كما أكد متظاهرو ذمار رفضهم لأي حصانات أو ضمانات لأي كان، ورددوا هتاف "الموت ولا علي صالح" تأكيداً على استحالة بقاءه في السلطة بعد خروج اليمنيين بالملايين في ثورتهم السلمية، وقال متظاهرون أن الشعب اليمني قرر أن "لا يحكمه من يقتله". وفي محافظة الضالع، شهدت مدينة قعطبة صباح اليوم الأحد مهرجان ومسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء المحافظة. وفي المهرجان الجماهيري، ألقيت العديد من القصائد الشعرية والكلمات أكدت على الاستمرار في التصعيد الثوري حتى إسقاط بقايا نظام صالح العائلي ومحاكمته. وقال "قاسم البسيسي" إن أحلام صالح في التوريث قد تحطمت على أيدي شباب الثورة السلمية الذين قتلوا طموحات العائلة وأحلامها الخبيثة المتمثلة في الانقلاب على أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتحويل الجمهورية إلى حكم ملكي وراثي وإن بثوب جمهوري . واتهم البسيسي نظام صالح بارتكاب جرائم دموية بشعة ووصل لدرجة من الإجرام لم تصل إليها أي نظام فاشي إجرامي لا في الشرق ولا في الغرب حتى في إسرائيل، كما لم يحدث في التاريخ أن نظاما يقتل شعبه إلا في اليمن. وأكد البسيسي انه قد حان لهذا الظلام أن ينقشع ولهذا النظام أن يرحل، داعيا الشباب إلى الصبر والتصعيد فالنصر قاب قوسين أو أدنى. وقد أعقبت المهرجان خروج المشاركين في مسيرة جابت الشارع الرئيسي في المدينة انطلاقا من مكان المهرجان وسط المدينة وصولا إلى منطقة سناح شارك فيها عشرات الآلاف من عموم مديريات المحافظة تنديدا بجرائم صالح وأفراد عائلته في عموم مناطق اليمن وبسياسة العقاب الجماعي التي تمارس ضد أبناء الشعب ومطالبة بالتصعيد الثوري وسرعة الحسم ومحاكمة علي صالح وبقايا رموز النظام. ورفع المشاركون لا فتات كتب عليها أن سقوط النظام طريق الحل للقضية الجنوبية" وأخرى تطالب بتقديم السفاح وعصابته إلى محكمة الجنايات الدولية" و"معا سنحاكم القتلة وننتصر لدماء الشهداء". كما ردد المتظاهرون شعارات وهتافات أكدت على ضرورة الحسم الثوري سلميا وعدم الانجرار وراء ما يخطط له صالح من محاولات جر البلاد للعنف والحرب الأهلية . ومن الهتافات التي رددها متظاهرو الضالع "لن ننجر إلى القتال" ..يا قاتلين الأطفال"، "يا ثوار تصعيد.. تصعيد علي صالح كبش العيد" "يا علي كافي .. كافي- العبرة بالقذافي" ، " شوف الليبي ما سوى -الشعب اليمني أقوى"، " انتصار - مهما طال الانتظار". وفي بيان صدر عن المسيرة حيا ثوار الضالع الشعب اليمني وكافة شباب الثورة المرابطين في ساحات الشرف والحرية في شتى المحافظات، مؤكدا بأن دماء الشهداء والجرحى هي النبراس الذي يضيء الطريق للثوار والماء الذي يروي شجرة الحرية. ودعا البيان كافة أبناء الشعب الاستمرار في تصعيد الحسم الثوري لإسقاط ما تبقى من بقايا النظام وعصابته الإجرامية كما أدان البيان وبشدة جرائم القتل وسفك الدماء التي تقوم بها عصابة صالح في صنعاء وأرحب وتعز وسائر أنحاء الجمهورية وطالب البيان المجتمع الدولي والجامعة العربية ودول الجوار خاصة بتجميد أموال صالح وأقاربه واتخاذ مواقف جادة وحاسمة ومسئولة تجاه هذه العصابة بأسرع وقت ممكن لوقف سياسة العقاب الجماعي التي تمارس ضد أبناء الشعب. ودعاء البيان جميع المنظمات والهيئات والجهات المعنية بحقوق الإنسان لسرعة التدخل لإطلاق السجناء والمعتقلين من شباب الثورة وعلى رأسهم السجين المناضل "حسن أحمد باعوم" وغيرهم. وفي مدينة مأرب انطلقت مسيره حاشده مساء اليوم الأحد من ساحة الحرية بمأرب وجابت شوارع المحافظة حاملة الأعلام واللافتات ومرددة شعارات وهتافات منددة بما أسموها مجازر صالح ومعاونيه بحق أبناء الشعب اليمني السلمي في صنعاءوتعز وأرحب ونهم ومختلف بقاع الأراضي اليمنية. كما دعا ثوار مأرب المجتمع الدولي والإقليمي إلى التخاطب مع صالح كمجرم حرب وإحالته إلى محكمة العدل الدولية. وخاطب الثوار المجتمع الدولي وكل أحرار العالم إلى تجريم إراقة دماء اليمنيين كما تجرم إراقة الدماء الأخرى وتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه ما وصفوه بالانحطاط الأخلاقي والقيمي والإنساني. وفي نفس السياق دعا الثوار أمين عام مجلس التعاون الخليجي هبد اللطيف الزياني والمبعوث الأممي جمال بن عمر الى زيارة المستشفى الميداني ليرى وحشية النظام. وفي المسيرة التي جابت شوارع المحافظة هتف الثوار للمعتقلين والمخطوفين في زنازين صالح "يا مختطف يا معتقل اصمد يا بطل"، كما نددت المسيرة بالاعتداء على الحرائر وقتل النساء واستهداف المنشآت العامة وتدميرها وصناعة الأزمات في محاولة لإثناء الشعب عن الوصول إلى الهدف الذي خرجوا من أجله. وشارك في المسيرة جموع من أبناء المحافظة وانظم إليها العديد من المواطنين المارة بسياراتهم ودراجاتهم النارية والذين رافقوا المسيرة حتى عودتها إلى ساحة الحرية. وتخلل المسيرة العديد من الزوامل والهتافات المنددة بجرائم بقايا نظام صالح العائلي. وفي جزيرة سقطرى، شهدت العاصمة حديبوا تظاهرة حاشدة مساء اليوم، نددت بجرائم العائلة في تعزوصنعاء. ورفعت التظاهرة التي جابت شوارع حديبوا لافتات طالبت المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة إزاء جرائم بقايا النظام، والشروع في تجميد أرصدته وإحالة ملف جرائمه إلى محكمة الجنايات الدولية لملاحقته كمجرم حرب.
