أصبحت اليمن دولة وشعبا ترزح تحت غول الحوثية الذي لا يرى اليمن سوى مملكة خاصة بها وسلالتها المرذولة، في الوقت الذي يتأتى موقف وسلوك الإنتقالي الإنفصالي على انشاء دولته وميليشياته الخاصة كذلك. إذ أن الإنتقالي الإنفصالي والحوثية خطران وجوديان يهددان اليمن دولة ومجتمعا، مصالحا وعلاقات ، ثوابتا وهوية ، جيشا وأمنا ، اقتصادا وتنمية ، ثورة ووطنا ووحدة ومستقبلا. أي أن الهدف النهائي والغاية القاتلة هو اليمن ، ماض وحاضرا ومستقبلا ، فسياسة الإنتقالي الإنفصالي تتطابق من حيث الهدف والغاية ، واختلافهما هو في الطريقة الموصلة إلى ذلك. فالحوثية انفصال عن جوهر الوجود والذات اليمانية، والإنتقالي انفصال في محاولات فصل الحوثية لليمن ، بمعنى فصلها عن حقيقتها الوجودية ، الحوثية استحواذ وهيمنة بمحدداتها الموبؤة، والإنتقالي انكماش وتقوقع ونكوص لليمن الحضارة والتاريخ والجغرافيا، الذات والإرادة ، المستقبل والحلم. لذا فسياسة الإنتقالي تقتات من الحوثية موقفا وسلوكا تتوكأ عليها ، كذلك الحوثية تفعل ، وكلاهما يستخدم ذلك في التجييش والتعبئة والتحريض والتجنيد السياسي ، ليس من اجل اليمن ، اذ لا وطنية لديهم جميعا ، بل من اجل مصالحهما الفئوية القذرة ، وعلى حساب اليمن دولة ومجتمعا وشعبا واخوة ولحمة وطنية ، ونضالا قاسى اليمنيون في سبيله ويلات الإحتراب والنزوح ، وشتى اصناف العذاب والخراب والأسى. إذا فالحوثية والإنتقالي في العمق ضربا لأواصر الوطنية، وانساقهما الخاصة بفئوياتهما المتعفنة اضرارا باليمن ، وتشتيتا لإرادة اليمنيين وذواتهم الحرة بوطن لكل ابنائه . إن الحوثية والإنتقالي الإنفصالي خطران على الأمن القومي الوطني وطعنة نجلاء في جبين وإرادة التحرر الوطني، وقطعا فالحوثية والإنتقالي بالضد من انتصار إرادة اليمنيين كوحدة واحدة ومستقلة ، تحتوي التعدد والتنوع وترعى حق الإختلاف ، ففئويتهما تتقاطع مع كل فئات الشعب اليمني وتوجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية والسياسية كافة، وأكثر ما يغيظهم هو اليمن العظيم والكبير بامتداده الجغرافي وإرثه الحضاري وتاريخه البهي.