تعتبر الفوضى أحد أهم الأسباب التي تسهم في خلق ميليشيا الحوثية والإنتقالي الإنفصالي على حد سواء ، فبقدر ما تشكل الفوضى تلك هدفا للميليشا أي كانت ، بقدر ما أن تلك الفوضى تصبح بمثابة المتنفس لها؛ أي أن الفوضى هي سببا ونتيجة معا، سببا في انتاج الميليشيات ونتيجة لها ككل. - فالفوضى المنظمة تساوي "الميليشيات "؛ اي الفوضى الميلاشوية التي نظموها، واعلان المجلس الإنتقالي عن حالة الطوارئ وتنصيب نفسه كحاكم في ما تحت سيطرة فوضويته المنظمة وممثلا لها يأتي بقصد خلق مزيد من الفوضى كانعكاس لأزمته المجتمعية ، اذ هو وجوديا بحكم المحتظر ، فأرادها مزيدا من الفوضى وتعميق الأزمة علها هي الطريق الذي سيخرجه من ازمته تلك ، وصولا إلى هدف تنظيم تلك الفوضى التي يعتاش بها ومن خلالها ، وبم ينطوي علي ذلك من ضرب للدولة اليمنية وتمزيق عرى ونسيج مكوناتها الإجتماعية ، ناهيك عن اتخاذ تلك الفوضى والتأزم الناتج عنها سبيلا للتجنيد السياسي والتعبئة وحشد الإمكانيات المتاحة ، وتعبئة موارده المادية باتجاه خلق واقع مغاير يؤسس لمرحلة مختلفة يكون المتحكم والفاعل الرئيسي فيها ، ومن ثم القبول بالواقع الذي انتجه. - تكمن الخطورة في كل هذا انها ضرب ومهدد مباشر للأمن القومي الوطني والخليجي والعربي ككل، اذ أن التسليم بذلك معناه تشجيع على المزيد من الفوضى ومأسستها حوثيا وانفصاليا ، وبالتالي تغيير في قواعد البنى واساسيات الصراع ومرجعيات أزمة اليمن بملفاته المركبة ، امميا وعربيا ، وبالتالي خلق واقع يتسم بالفوضى الممأسسة التي تتطلب قرارات اممية وعربية ووطنية تعترف بهذا الواقع المدمر للأمن والسلم الوطني والإقليمي والدولي برمته. - اذ ان مصالح جميع الدول عربيا ودوليا ستتأثر بالسلب ، وستتضرر في مختلف الملفات ، اضافة إلى تشجيعها حركات انفصال لجماعات مختلفة داخل البلدان العربية ، واستثارة الهووية البغيضة ، ومن ثم تهديدها المباشر لأنظمة سياسية عربية مختلفة ، وصولا إلى تأسيسها لمزيد من الفوضى على المستويين الإقليمي والدولي ، مع ما يصحب ذلك من تنمية للعنف ورفع الكلفة المادية ، وخلق جيوش ميلاشوية موازية للدول بجيوشها المنظمة ، وخارج إرادة انظمتها الشرعية . - اذ أن الهدف الأساسي لتلكم الميليشيات المنظمة بصبغتها الفئوية " انفصالية /هووية مقيتة " هي شرعية الدول ، وليس تفكيك سلطوية هذا النظام من عدمه ، كما ترفعه شعارات وخطابات وبيانات الإنتقالي والحوثية التي تتقول بالظلم والإقصاء وغيرها من الشعارات البراقة التي تحمل في طياتها الرحمة وفي حقيقتها العذاب والتشظي والموت والخراب السياسي والتاريخي للدول والمجتمعات. أي انها بالضد من هوية الدول ووطنية المجتمعات ، وشرعية الشعوب . الأمر الذي يؤسس للخراب والتدمير الذاتي واشاعة الإرهاب واسقاط الدول والمجتمعات تلك في براثن الموت المنظم من رحم الفوضى تلك وتأزم جماعاتها المتخلفة. - والحل يكمن اولا واخيرا في شرعية الدولة وسلطاتها المعترف بها شعبيا ودوليا ، والمحكومة بالنظم والقوانين والدساتير الضامنة للحقوق والحريات ، والمؤسسة للنظم السياسية الوطنية كوحدات متسقة ومستقلة في النظم الإقليمية والدولية ، والمشكلة للنظام الدولي بشرعيتها الوطنية والدولية برمتها.