* أولا: في معنى الثوابت ومبناها: ------------------------------ * اذا كانت الثوابت هي كل ما تعطي الشيئ والقيمة معنى وجوديا قائما بذاته، أي لا يقبل التبدل ولا يحتاج لغيره من الأشياء ، بل هو مرجعية كل تبدل ، اذ هو "جوهر" للشيئ ، وقائم في ذاته . فالجوهر ثابت كما هو عند كانط وارسطو وغيرهما من الفلاسفة ، اذ هو كم ثابت ، إنه أشبه بمفهوم ما ورائي يتحكم في خلفية الوجود والظواهر . فكل ما ينتمي إلى وجود الأشياء إنما هو جوهر؛ حيث أن كل ما ينتمي إلى الوجود يفكر بوصفه تعينا وحسب. ومن ثم فإن الدائم الذي تتعين به جميع علاقات الظاهرات الزمانية بالنسبة إليه وحسب هو الجوهر في الظاهرة ، أي واقعيالظاهرات الذي يظل دائما هو أس لكل تبدل ؛ حيث أنه لايمكن لهذا الجوهر أن يتبدل في الوجود فإن كميته في الطبيعة لا تزداد ولا تنقص.وعليه فإن مفهوم الجوهر وفقا لهذا المنطق التراسندالي والفلسفة الكانطية تصور قبلي ناشئ عن صورة الحكم المطلق ، من حيث أنه اسناد محمول إلى موضوع أو رفعه عنه، فإننا نجد هيقل ينظر للجوهر على أنه " الفكرة الكلية "، والتي تكون غايتها جوهر الأشياء لا الظاهرة. اذا فإن الجوهر هنا ووفقا لتنظيرات كانط وهيقل تشير إلى أن المقصود بالثابت هنا إلى المطلق او إلى الذي منح هذه الثوابت ثوابتها كقيم وأشياء ، أي الباعث أو العلة للمعلول ذاته"الثوابت"؛ فلا ثوابت بدون الأساس او المحدد الذي منحها معنى الثوابت أصلا.ففي البدء كانت اليمن معنى ومبنى ، ثابت وجودي ، ارض وانسانا، فهي المحرك الأساس او اس لكل ثابت ومتغير بالمعنى السياسي والفيزيائي معا.فهي ثابت فيزيائي بوصفها جسما ماديا وإنسانها جسما روحيا وماديا معا، حركة وديمومة متصلة غير منقطعة . - فهو اليمن الذي لا يزداد ولا ينقص كجوهر للشيئ، وهو الفكرة الكلية المتسقة مع الحركة والباعثة لها ، وأساس لتشكلها ، فهي جوهر وعرض معا، زمانيا ومكانيا ، مرجعية كل تبدل حدث فيه ، ماضيا وحاضرا، فهو المتحكم في خلفية كل وجود على مر التاريخ. -فاليمن هنا هو ما منح وأعطى الثوابت معناها ومبناها "الوطنية" كأساس بوصفها منه وإليه انتماء وهوية ومعبرا عنه وبه، فالوطنية دون اليمنية مفهوم نسبي ؛ حيث نجد وطنية يمنية وغير يمنية ، ولكن تعيينها على اليمن يمنحها معنى الثابت والقار وجدانيا وذهنيا معا. * ثانيا: ثوابت اليمن الوطنية : ------------------ لماذا هي ثوابت أصلا!؟ولماذا وكيف أصبحت "الثورتان وال"جمهوريتان " وال"وحدة" فال"ثورة" 2011 ثوابت وطنية!؟ - لأن المحرك الأساس والمحدد الأصيل والجوهر لكل هذه الأشياء وماتختزله من قيم كالحرية والعدالة ، وتشتمل عليه كفكر،وشكل نظام حكم وسلطة يعبر عنها بالدولة والمجتمع، هو اليمن ارضا وانسانا، فكرة ومعنى ومبنى ككل. اذ كانت اليمن وبم تشير إليه "وطن" بمثابة الجوهر لكل عرضزمانا ومكانا، فاليمن هو جوهر الثورتين والجمهوريتين والوحدة فثورة 2011، اذ كان بمثابة المحدد الأصيل لها جميعا، فأصبحت جوهرا ، ولم تعد عرضا، لأنها قائمة في ذاتها ولذاتها، وانسحبت اليمن كجوهر فيها ككل، تبعا لما تختزله من افكار كلية وشاملة وعميقة ، وما نمته من ذوات ذات دلالات وأبعاد مجتمعية واستراتيجية واكتنزته من تكتيكية برمتها. - اضافة إلى ذلك فهي تمثل مصالح كل الناس، كل الفئات ، كل جهات اليمن، وأجيال اليمن، تشكل انتمائهم ومخيالهم الجمعي ، هوية ووطن وإرادة وتمثل، تربط ماضيهم الأقدم فالقريب بحاضرهم ، وصولا لاجتراح غدهم ومستقبلهم السياسي والوجودي برمته، تمنحهم الدفئ والحنان السياسي المفتقد، تسبغ عليهم النشوة والدهشة والجمال حضورا.- تمنحهم الأمل والقوة والعطاء ، ويتخذ الفكر في رحابة هذه الثوابت الطاقة الإبداعية والخلاقة، تعزز الثقة بالذات الإنسانية واليمنية وتنميها ، بل وتستولدها كذوات حرة وأبية من جديد. - ولأنها تتسق جوهرا وتشيؤا وكينونة وجود مع اليمن العظيم والكبير في عيون محبيه وأهله وكارهيه معا. - كما تستزرع الدهشة والجمال في عيون ومواطن بنيه القلبية ، إلى التطلع بنفس وثابة وراضية إلى ماهو أفضل وأسعد لوجدانهم المبعثر ومجاراة افكارهم التي يتبنون. - ولأنها أزالت الإنقسام المفتعل بفعل الإستعمارين الداخلي والخارجي، ورافعة للتحرر ومنشدة للعدالة المفتقدة، فجمهوريةافلاطون تلخص وتختزل فضيلة الحرية ومداميك العدالة جديرة بالجمهورية وإليها تنتمي وليس إلى ما سواها أو عداها من أنظمة وأشكال حكم سياسية. - ولأنها تعبير وتجسيد حي على الهويات بشقيها الفرداني والجماعي ككل، ناهيك عن أن التحول الديمقراطي مشروط بكلما سبق وليس العكس، اذ الديمقراطية نتاج لهذه الثوابت ومعانيها ومبانيها والمسترعاة اعلاه. - ولذا كانت إرادة الثورة 2011 باتجاه التحول الديمقراطي وما يرافقها من عدالة انتقالية وما تحمله معاني الثورة والجمهورية والوحدة واختطته من فضيلة التحرر الداخلي وعلى المستوى الخارجي ، والتماسك الذي تسترعيه الوحدة كأساس صلب قائمعلى المواطنة والتعددية السياسية والحزبية وثقافتها ودلت عليه وسعت نحوه كمشروع وثابت وطني، وجاء نتيجة لثمرة نضالمرير لليمنيين بمختلف فئاتهم وجهاتهم وتكويناتهم ما قبل وطنية ، خصوصا وأن كل ذلك يعني بأن هذه الثوابت الوطنية المتجسدة في الثورتين والجمهوريتين والوحدة ، والتحول الذي رامته -ولايزال- وانبرت له ثورة 2011 يتخللها معنى الجوهر او الثوابت كما بينا سلفا والعرض كذلك، فهي جوهر وعرض معا. - وهذا يشير إلى كونها بنى متكاملة ومتسقة منطقيا وشاملة وأسس كلية تتخذ من العمق والدهشة موطنا لها، وتنشده من خلالها، فهي تشتمل على الثابت "الجوهر" والمتغير"العرض"ككل. - علاوة على كل ما سبق فهي تختزل القوة معنى ومبنى وتشير إليها، كما تتخذها مرادف للهوية المجتمعية والمعبر عنها بالدولة والمجتمع وجزء منها، لا تتحقق الا بها ومن خلالها ؛ قوة اجتماعية او سياسية او اقتصادية او ثقافية ، واستراتيجية بكل ما للكلمة من معنى وهدف وغايات وعلة ومدلول. - كما تعنى تلك الثوابت بالإستقرار وما يؤشر عليه هذا المفهوم من معنى ويدل عليه، استقرارا سياسيا ومجتمعيا معا، استقرار يولد التنمية بمعناها العميق والشامل والكلي، المحسوس والمادي، استقرار وأمن مجتمعي، اقتصادي واجتماعي ، سياسي واستراتيجي، سيما والإستقرار والسلام والأمن والتنمية كلها مفاهيم مترابطة وذات تأثير متبادل دائما وابدا. * ثالثا: ماهي خصائص الثوابت الوطنية الجوهرية؟ ----------------------------- * نجد ان خصائص الثوابت الوطنية هي:1- الشمول او الكلية.2- الإتساق.3- العمق.4-الدهشة. * رابعا: موقف الحوثية والإنتقالي من الثوابت الوطنية اليمنية: ------------------------------------- تتقاطع الحوثية والإنتقالي مع جوهر الثوابت الوطنية اليمنية ككل، تقاطعا حادا في الماهية وجوهر الأشياء وعرضها ، زمانيا ومكانيا ، روحا ومادة، معنى ومبنى، تكتيكيا واستراتيجيا، هوية وانتماءا، محددا وشكلا ومضمونا، حركة وإجراءا، فكرا ووجدانا، موقفا وسلوكا ..فكيف ذلك؟ * اولا : موقف الحوثية من الثوابت الوطنية : ---------------------------------------- - لا تتقاطع الحوثية مع الجوهر اليمني الثابت "=اليمن" كمحرك واس لثورة 26 سبتمبر -فحسب- بل وكل ما نتج عنه كعرض واصبح ثابتا كما بيناه كمعنى ومبنى ، فالثورة ابتغت وأرادت وتطلعت للحرية كقيمة وفضيلة في ذاتها ، فأعتبرتها الإمامة"=الحوثية" اضرارا بمصالحها الفئوية ، ناهيك عن اختزال فكرة الإمامة "لليمن" كمحدد وجوهر لكل شيئ، فسميت "المتوكلية" والقاسمية" والهاشمية وغيرها من الأسماء ، اذا أنها أرادت وسعت من خلال ذلك إلى جعل الإمامة مرتكزا لليمن ومحدد له ،اذا لم تكن فوق اليمن العظيم، فهي على الأقل تنشد ان تكون معرفة للمعرف بذاته"اليمن" ، وصولا إلى اتخاذها من"البطنين" فكرة ونظام حكم مضاد لجوهر اليمن كثابت مادي، اصبغ على الثورة كثابت وطني، ففكرة الإمامة فئوية بحتة ، ومصلحتها تتقاطع ومصلحة اليمن واليمنيين العليا، بل ولا مصلحة لليمنيين فيها بمختلف مشاربهم وانتمائتهم وفئاتهم، بم في ذلك فئة الإماميين انفسهم. كما انها لا تتسق ولا تحمل العمق والدلالة" الزمكانية" لليمن ارضا وانسانا، فهي شكل منبت"=منقطع" عن اليمن ، وهوية اليمني وانتماؤه، وصولا إلى تعارض فكرة الإمامة"=الحوثية" مع فضيلة الحرية وتقاطعها مع العدالة ، بل وتقاطعهامع كل دين سماوي أو قانون أرضي حر وعادل. - إنها احتكار لله وللدين والوطن ، كما انها نفي تام للمواطنة ، ناهيك عن نسفها للتعدد والتنوع الذي اختصه الله في الأرض، وتمثلته اليمن التي "تحتوي على كل مافي العالم" حسب عبارة البردوني المثقف، ناهيك عن كون الإمامة"=الحوثية" تعني الجمود والتكلس والموت التاريخي والحضاري برمته.- الحوثية تبديد لقوة اليمن المادية والبشرية ، الديمغرافية والجغرافية، السياسية والمجتمعية ، واستقرار اليمنيين ككل، وبالضد من نهضة اليمن وأمنه وسلامه الذي إليه يتطلع وينشد، فعلاقات القوة ووسائل حيازتها المشروعة تتقاطع والإمامة"الحوثية" وكل ماهو يماني ايضا. - كما تتقاطع الحوثية مع فكرة الإستقلال وتتعارض مع مبدأ السيادة ، فمتغيرها الخفي والأصيل خارجي النشأة والمنزع والهدف ، كما انها بالضد من قيم وأهداف ومبادئ ومرتكزات الجمهورية روحا ومادة معا، ولذا فهي والثورة ضدان لا يجتمعان. - أيدلوجية الحوثية لا يمانية المنبع والروح والوجهة ، فهي واليمانية في تقاطع دام ومستمر، منذ قرون خلت ولا تزال حتى اللحظة. - إنها وصمة عار في جبين كل وطني وحر ويماني اصيل، ليس لأنها سلطوية ممتدة للخارج ، مشبعة بطائفية ونفس مريض، مستبدة تسبب النكوص والفناء والتذرير السياسي والمجتمعي ككل-فحسب- بل وانها فوق ذلك لا ترى في الدولة كمفهوم وممارسة سوى احتكارها الإثني والمذهبي، العقائدي وأيدلوجيتها العنفية؛ فالدولة ونظامها الجمهوري عامل زوال وزعزعة لها تاريخيا، ولهذا ولدت في العمق. - الوحدة والثورة والجمهورية برمتها مشاريع يمنية ووطنية تتعارض والحوثية مبدئيا؛ فالحوثية لا تؤمن بمثل هكذا قيم وثوابت ومشاريع وطنية الا من زاوية مايعزز نفوذها وتغلغلها وشهوة سلطويتها المقيتة، وسياساتها المفلسة اخلاقيا وسياسيا ومجتمعيا، فما يحركها هنا هو كيفية السيطرة وهيمنة الإستحواذعلى اليمن والإنسان والطبيعة وليس أي شيئ آخر.- فانقلابها يؤكد بأنها بالضد من كل ذلك ، سيما وقد اتى فيذروة المد الثوري 2011 والذي أراده اليمنيون كنقطة تحول استراتيجي وعميق ، تبعا لما هي عليه ثوابت اليمن المركزية ، وكينونة بنيه التي اجترحوها، فهي تصطرع وإرادات اليمنيين الإستراتيجية وديناميكية التحولات العربية التاريخية والحضارية ، ولذا فهي بالضد من كل ثوابت اليمن العظيم. - اذ أن ما يتملكها هنا هو العقل الأداتي المنسلخ من كل ثابت وطني وإنساني ، والواقف بالضد منها موقفا وسلوكا، هذا العقل الأداتي هو النقيض من العقل الموضوعي ، وهو ما تتقاسمه والإنتقالي الإنفصالي شكلا ومضمونا. * ثانيا وأخيرا: موقف الإنتقالي الإنفصالي من الثوابت الوطنية اليمنية: ---------------------------------------- - تعتبر ثورة 14 اكتوبر المجيدة نتاج لجوهر اليمن العظيم والممتد، وفضيلة الحرية والتحرر ونشدان العدالة المتشكل في الجمهورية روحا ومبدأا، وبهذا فقد أضحت الثورة جوهرا وعرضا؛جوهرا بمعنى الثابت وعرضا بالمعنى الزماني والمكاني المحددوالمحدد- " محدد الأولى بكسر الدال المتوسطة وضم ميم الكلمةوفتح حاؤها، والثانية مضمومة الميم مفتوحة الحاء والدال مع تشديد مايلزم في الكلمتين، وهو محدد باليمن، ومحدد للثورة اعني" -؛ حيث الثورة هنا سبب ونتيجة معا، كجوهر لليمن الغالي ومحددا له وكل فضيلة وقيمة وشيئ وجودي. - فالإنتقالي تبعا لإنقساميته بعقليته الأداتية واللا موضوعية ، ونفسيته المهزوزة يراها ثورة لا يمنية ، وبهذا فهو بالضد منها نفسيا متخذا من الجغرافيا "هووية مسخ" ، بقدر ما يريدها تعبير "هووي" عنه ، ولذا فهو لا يستطيع انكارها كثورة وجوهر ، بل يتوخى رفضها كثورة ممتدة وفقا لمحددها الأصيل وجوهرها "اليمني" ، وهذا ناتج عن عقليته الأداتية المتحكمة به ، والتي ليس لها أي حجة موضوعية ، اذ العقل الأداتي بلا شرف ، وبلا أي قيمة ، وليس له فضيلة ، فنراه خارج صيرورة الأشياء واتساق المعاني ، وجوهر الثوابت ، وعرضالمعنى زمانا ومكانا.-فاتخذ من تقسيمة المستعمر ودينامية الثورة ومكنايزمها الخاص ثيمة جوفاء لشعاره وجوهر تحركه ، وتوجهه السياسيالأرعن. - يتمثل مصالح ضيقة لا تسع سوى افراد وقرى من الناس ، كما يستدعي هويات قاتلة وعدمية ، ويتوسل دعاية وخطاب سوقي ، اذ اليمن العظيم لديه تحد نفسي واستراتيجي معا، منقسم على نفسه كما هو انتماؤه الذي لا يتسع لأي جوهر وثابت وطني، منقطع عن ماضيه ابتغاء تأسيس حاضره الشخصي ، الذي لا معنى له ووجوده وكيانيته الا من خلال اليمن وما اجترحه ابناؤه شمالا وجنوبا بالمعنى الجغرافي ليس حمولته الجيوسياسية التي يقتفيها الإنتقالي ومجايليه، فاليمن هي محدد الثورة الأكتوبرية وباعثة يد اليمانيين المباركة ثورة وجمهورية ووحدة ووطنا.- عامل ضعف وانكسار ومرتكزا للإنتكاسة يمنيا وعربيا وإنسانيا، فلا قوة لديه يضعها في ثوابت اليمن فاجترح الضعف والضعة مدخلا لتدمير عدمي وقاتل، فالوحدة لديه وفهمه وعقله الأداتي اضعاف لضعفه ، لذا يناؤها كثابت وطني ، انقساموادعاء هووي غادر وجبان وسخيف. - يقف من كل فضيلة وقيمة "الحرية والعدالة " موقف العدمي وسلوك البائس ؛ فيدعي الفوارق الجوهرية ليس بم هي عليها اصلا، تعددية وتنوع خلاق، بل بقصدية المغايرة لا المحايثة، والثبات لصيرورة الأشياء وجوهر المعنى وانفصال الروح عن المادة ككل.- يمثل اداة استعمارية بنفس هووي باطل ، لذا يسعى وراء ماتركه المستعمر باضغاث احلامه، التي تصدى اليمنيون لهكذا مشاريع في ظل سطوة الحضور الإستعماري وانتصروا لإرادتهم، فتجلت الثورة الأكتوبرية كأنصع مثال وحدث استراتيجي جليل، لذا يتوسلها فعلا وقولا ، ومتخذ من ما اجترحه المستعمر وسيلة وأداة له "التقسيم" مدخلا لذاته المستلبة ، متناسيا أن ثورة اكتوبر المجيد ما كان لها ان تكون دون اسها ومحركها الخفي والأصيل "اليمن" كثابت وعظمة متجذرة تاريخيا وممتدة ، زمانا ومكانا ، علة ومعلولا ومعلوما جغرافيا وتاريخيا ، قبل الإسلام وبعده ، وما توشحه دعوى الحوثيةالمذهبية والطائفية المنتنة الا دليل على أنه والحوثية وثوابت اليمن العظيم في حال افتراق وتعارض جوهرا وعرضا ، وعلى مر التاريخ المعاصر ..وقسم الله في حبات عرق ونضال ودماء اليمنيين من نير المستعمر الداخلي والخارجي في كل ذرات اليمن وفجوج وجدانهم المسكون باليمن وعظمتها.- أنه بالضد من الديمقراطية وحقيقة التعدد والتنوع والإختلاف ، كما سعى كل ابناء اليمن لها من خلال ثورتهم 2011 ، كذروة سنام لكل ثوابتهم الوطنية ، وطعنة سنان في كل لا مشروع وطني وتافه على شاكلة الإنتقالي والحوثية معا؛ فالتحول الإستراتيجي هو في العمق تجسيد لكل ثوابت اليمن الوطنية ونتاج لها .