دعا مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية (CTPJF) إلى محاسبة عاجلة للمتورطين في جرائم استهداف الصحافيين والإعلاميين اليمنيين، والتي تصاعدت وتيرتها منذ انطلاق الثورة الشعبية. ووصف المركز , وهو منظمة مستقلة تعني بالدفاع عن الصحافيين وحماية الحريات الإعلامية, الاستهداف المتواصل لحياة وسلامة الصحافيين والإعلاميين اليمنيين وحرياتهم المهنية بجرائم ضد الإنسانية, خاصة وأن كافة الدلائل تشير إلى أن مرتكبيها يمارسونها عن عمد وقصد ونية مسبقة.
وأضاف (CTPJF) - في بلاغ صحفي - " يواجه الصحفيون والإعلاميون اليمنيون إستهدافات خطيرة تنوعت بين الاعتداءات الجسدية والاختطافات والملاحقات والاستهداف المباشر بالرصاص الحي الذي أسفر عن سقوط قرابة (5) شهداء من الصحافيين وجرح العشرات منهم ".
مشيراً إلى أن المليشيات المسلحة التابعة لنظام علي عبد الله صالح وأفراد عائلته تواصل استهداف الصحافيين لقيامهم بمهام وواجبات مهنتهم الصحافية تجاه قضايا المجتمع وتوثيقهم لجرائم القمع وجرائم القتل التي تتعرض لها المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية والاعتصامات السلمية المدنية في مختلف مدن اليمن والتي تطالب منذ فبراير الماضي برحيل النظام عن الحكم ومحاكمة المتورطين بجرائم قتل وتصفيات سياسية وانتهاكات حقوقية ومدنية وقضايا فساد مالي اقترفت طوال (33) عاماً من حكم الرئيس صالح.
وقال الصحافي والناشط الحقوقي/ محمد صادق العديني – الرئيس التنفيذي لمركز الحريات الصحافية (CTPJF)، مقرر وممثل الاتحاد العربي للصحافيين الشبان في اليمن: أصبح المشتغلون بالعمل الصحافي والإعلامي في اليمن يواجهون هجمات خطيرة طالت حرياتهم المهنية وسلامة حياتهم وتزايدت بشكل مقلق في الأشهر الأخيرة وخاصة مع أحداث ثورة الربيع العربي في اليمن.
ورحب العديني بتوجيهات قائد الجيش المؤيد للثورة المدنية السلمية في اليمن اللواء الركن/ علي محسن الأحمر – وإصداره توجيهات واضحة لقادة الألوية والكتائب العسكرية التابعة للفرقة الأولى مدرع بمختلف المناطق "بالتعامل مع الصحافيين بمنتهى الشفافية وعدم اعتراض أعمالهم وتسهيل مهامهم والتعاون معهم ".. معبرا عن ثقته بأنها ستأخذ طريقها للتنفيذ.
وأضاف الزميل العديني: في ذات الوقت نجدد قلقنا من الاستهداف المتواصل لحياة الصحافيين وحرياتهم من قبل مليشيات نظام علي عبد الله صالح وعصابات البلطجة.
مشيرا إلى : أن المركز أصدر منذ بدأ أحداث ثورة اليمن الجديد , في فبراير , خمسة تقارير رصديه , توثق الانتهاكات التي تعرض لها زملاء المهنة , وكيف تصاعدت تلك الانتهاكات وتطورت بشكل مقلق .. كان أخرها تقريرنا الصادر أواخر أغسطس , والذي يرصد ما يزيد عن 565 انتهاكاً واستهدافاً متنوعاً طال الصحافيين والإعلاميين اليمنيين في الثلثين الأولين من العام 2011م، وأكثر تحديداً خلال اقل من ستة أشهر من عمر الثورة الشعبية في اليمن والتي اندلعت في مختلف مدن اليمن للمطالبة بإسقاط نظام علي عبدالله صالح ومحاكمته ورموزه ..
وأوضح العديني أن فريق مركز الحريات الصحافية المكلف برصد وتوثيق إنتهاكات حقوق الصحافيين وحرياتهم المهنية , بمختلف أنواع وصور الانتهاك , بمعاونة منسقي المركز المنتشرين في 17 محافظة , قارب على الإنتهاء من مرحلة جمع المعلومات وتحليلها .. استعدادا لإصدار تقرير شامل بوضعية الحريات الصحافية والإعلامية في اليمن , يوثق كافة الجرائم التي أستهدفت الزملاء ووسائل الإعلام والصحافة خلال الفترة : فبراير – نوفمبر 2011 , مع تصنيف للحالات الانتهاكية .
وأضاف الرئيس التنفيذي للمنظمة: " التقرير الجديد للمركز سيصدر باللغتين (العربية والانجليزية) , وسيكون مزودا بصور فوتوغرافية توثق جرائم العنف البدني والقتل التي طالت الصحافيين والإعلاميين اليمنيين وهم يؤدون مهام ووظائف رسالتهم المهنية الشريفة بكل شجاعة وإستبسال تجاه قضايا المجتمع " .
مؤكدا : أن التقرير , والذي سيشتمل على معلومات تستعرض بالأرقام واقع حرية الصحافة والإعلام والانتهاكات التي طالتها خلال عقد من الزمن : 2000– 2010 من واقع تقارير CTPJF, سيتضمن أيضا قائمة سوداء بالأعداء الخطرين للحريات الصحافية في اليمن.
ولفت إلى أن التقرير سيضم أسماء وجهات في قمة هرم نظام الحكم وشخصيات عسكرية وأمنية وإعلامية وسياسية،وهي أسماء لأشخاص وجهات تورطت سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في ما يقارب 99% من تلك الجرائم والاستهدافات التي طالت الصحافيين والإعلاميين والمشتغلين بالصحافة بمختلف وسائطها، والتي تنوعت بين التحريض ضد الصحافيين ومراسلي الإعلام، وتهديدهم وترهيبهم والاعتداء بالضرب والعنف البدني، واستهدافهم بالرصاص الحي، نتج عنها استشهاد خمسة صحافيين، إضافة إلى ملاحقة آخرين واحتجاز حرياتهم، واختطاف صحافيين وتعذيبهم، ومصادرة وحرق صحف حزبية معارضة ومستقلة ومنع توزيعها، واقتحام مقرات صحف، وتدمير مواقع الكترونية مستقلة بعد القرصنة عليها.
واختتم الصحافي والناشط الحقوقي/ محمد صادق العديني , قائلاً: إننا ونحن نجدد إدانتنا لتلك الجرائم التي سنواصل رصدها وتوثيقها والتي تجاوزت أرقامها بالمئات.. نتعهد مجدداً بأننا سنلاحق قضائياً وعدلياً كافة المتورطين بعمليات قتل الصحافيين والاعتداء عليهم واستهدافهم، وسنعمل على ضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وأهاب بكافة الصحافيين ووسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية إلى الاصطفاف لمواجهة تلك الانتهاكات الخطيرة , وفضح المتورطين بانتهاكات حرية الصحافة واستهداف الصحافيين.