تسببت الابتزازات الحوثية المتواصلة على التجار، وفرض جبايات مالية كبيرة، في ارتفاع خيالي لأسعار الملابس، ومستلزمات عيد الفطر المبارك، الأمر الذي فاقم معاناة المواطنين، واختفاء ملامح العيد. يقول ناصر الرحلي" للصحوة نت" صاحب أحد المحلات التجارية بصنعاء، ان حال الناس وصل الى آخر مدى يمكنه الاحتمال، مشيراً الى أن الكثير من زبائنه السابقين قد أصبحوا "متسولين"، يبدي الرحلي تخوفه من المستقبل إذا استمر الحال هكذا. وعن البيع والشراء يقول بأن هذا العام لم يتمكن من بيع أكثر من ربع البضاعة التي استوردها، نظرا لإحجام المواطنين عن الشراء في ظل موجة الغلاء الكبيرة والفقر المدقع. وتساءل الرحلي " اين الناس واين البيع والشراء؟ احنا نبيع البضاعة كاملة كل سنة، والسنة هذه لم نبع حاجة الى الآن، وكل التجار يعانون من الخسائر"، موضحاً أن هذا أصعب عام مر على المواطن اليمني منذ عقود. وتبدو حركة الناس في صنعاء ضعيفة للغاية لأول مرة، بعد أن جرت العادة ان تمتلئ الاسواق في شهر رمضان، وعيد الفطر. عام مخيف "همام" وهو مواطن يبلغ 39عام، يقول إنه اعتاد في كل عام ان يشتري مستلزمات رمضان ومستلزمات العيد، إلا انه لم يتمكن هذا العام من شراء اي شيء، وأمضى شهر رمضان معتمداً على الفرن الخيري والقليل من الطعام المعلب، نظراً لخلو الجيب. مضيفاً: " أما العيد فلا أعلم كيف سأفاتح اولادي بالموضوع العين بصيرة واليد قصيرة أو مقطوعة اساساً، ولا أحد غير الله يعلم بحالنا...اتمنى ان يمر هذا العام المرعب بسرعة فلم نعد نحتمل أكثر". وليد التويتي، صاحب سوبر ماركت، قال إن قوة شراء المواطنين اختلفت عن الأعوام الماضية بفعل الأزمات الاقتصادية وانقطاع الرواتب، قائلا: "الزبون الآن لم يعد يشتري مستلزمات رمضان أو كميات من الحبوب كما في السابق وأصبح يشتري كميات بسيطة جداً ونصف الذين يدخلون المحل يأتون للتسول فقط، ولا نعرف ماهي الآخرة والى اين سيؤول المصير". زبائن للفرجة وعلق عدنان، تاجر ملابس، قائلا: " اسمع بكاء الأطفال الذين يتوسلون لآبائهم ان يشتروا لهم ملابس كلما مروا على محلي فأشعر بالحزن الشديد، والبعض كنت اعرفهم من اصحاب الدخل الميسور ولكنهم تدهوروا جداً هذا العام، البلد منهارة والاقتصاد واقف والريال في الحضيض والأسعار غالية، وكل شيء سعره ارتفع ضعف العام الماضي، والزبون أصبح يأتي للفرجة فقط، ومن يشتري يشتري قطعة واحدة او قطعتين كأقصى حد". من جانبهم، أعرب عدد من المواطنين عن تخوفهم الشديد من الأسعار المرتفعة والوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي، مشيرين إلى أن الناس لم يعد بإمكانهم الاحتمال أكثر وقد تنفجر الأوضاع في اي لحظة. وأكدت بتول، ربة منزل، أنها لا تنوي شراء ملابس العيد أو " الجعالة" هذا العام بسبب غلاء الأسعار وانقطاع راتب زوجها المتوفي منذ عدة اعوام، مشيرة إلى أنها ستكتفي بالأشياء الضرورية فقط. قائلة: " لست وحدي في هذا فغالبية الشعب صاروا تحت خط الفقر والكثير من الأطفال سيعانون هذا العام وعليهم ان يعتادوا للأسوأ، ونحن ايضاً، كنت اتمكن من جمع بعض المال يوم العيد من اخوتي واقاربي الذين يأتون لل"عسب" ولكن يبدوا ان هذا العام سنحرم حتى من العسب، بحجة كورونا"!!.
أما المواطن ناصر الحرازي (40) عاما فقال "للصحوة نت": "للأسف صرنا ننظر لكورونا على أنه المخلص لنا مما نحن فيه، على الأقل هو لن يفرق بين غني وفقير ومشرف وهاشمي ومزين، وسنموت كلنا بشكل عادل وسنتخلص من الشعور بالذل والمهانة والجوع، هم يعرفون هذا ويرتجفون خوفاً، ولذلك يصرون على ان الفيروس مجرد إشاعة".