قال رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة "أحمد القرشي" إن القوات الحكومية المولية للنظام والمناصرة للثورة أبدت استعدادا لإنجاح حملة التصدي لتجنيد الأطفال وإشراكهم في النزاعات المسلحة، التي دشنتها المنظمة خلال الأيام الماضية. وأكد القرشي في لقائه بالإعلاميين والصحفيين في مقر المنظمة اليوم أن أكثر من 40% من المجندين في الصراعات المسلحة هم دون السن القانونية، لافتا إلى تقرير سيصدر عن المنظمة نهاية العام الجاري بشأن ظاهرة تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة. وفي اللقاء الذي أقيم بمقر المنظمة بصنعاء ضمن أنشطة "حملة سياج ضد تجنيد الأطفال في اليمن".أكد القرشي أن ظاهرة تجنيد الأطفال مشكلة مستفحلة في المجتمع اليمن وليست بجديدة عنه، وأن الجديد حاليا هو بروز الظاهرة إلى السطح بشكل لافت في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية في البلد وحرص جميع الأطراف على استقطاب أكبر قدر من الجنود والأنصار. وقال مخاطبا الإعلاميين: أنتم اليوم أول نخبة يمنية تلتقي من أجل مناقشة موضوع تجنيد الأطفال، وبالتالي فإن المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، فأنتم اليوم تؤسسون لمرحلة قادمة هدفها جعل تجنيد الأطفال جريمة في ذهنية المجتمع اليمني. دعا رئيس منظمة سياج جميع الأطراف في القوات الموالية للحكومة أو الموالية للثورة الشعبية إلى الالتزام بالمعايير الدولية التي وضعتها مبادئ باريس فيما يتعلق بتسريح وإعادة دمج وتأهيل الأطفال المجندين في القطاعات العسكرية المختلفة، مؤكدا بأن تجنيد الأطفال في اليمن ليس له أي حضور في التشريعات القانونية اليمنية، واصفا التشريعات اليمنية في هذا الجانب بالهشة "فهي تشير إلى الجريمة لكنها لا تنص على العقوبة". وأكد القرشي أن الحكومة اليمنية لم تقم بأية تدابير عملية في جانب تجنيد الأطفال حتى من باب الإعلان عن المشكلة أو مناقشتها من قبل المنظمات المدنية. وأضاف: إن الدولة يتحتم عليها المسئولية الأولى والكبيرة في مواجهة تجنيد الأطفال بما فيه التجنيد لدى الجماعات المسلحة، محذرا من أن عجزها عن إنفاذ القانون الدولي في مواجهة هذه الظاهرة فتح المجال أمام التدخل الدولي لفرض القانون. من جهته ألقى فضل أنعم المدير التنفيذي بمنظمة سياج كلمة رحب فيها بالإعلاميين المشاركين في اللقاء، مؤكدا أنه تفاجأ بوجود عدد كبير من الأطفال المجندين الذين لم تتجاوز أعمارهم ال 14 و15 و16 سنة. وقال: إن ظاهرة تجنيد الأطفال تفشت مؤخرا بشكل لافت بفعل الصراعات التي تشهدها البلاد، ونحن كمنظمة ارتأينا من واجبنا أن نقف ضد هذه الظاهرة وأن نتواصل مع الأخوة الصحفيين لتقديم الدور المطلوب لمناهضة الظاهرة. وناقش المشاركون في اللقاء الآليات والأفكار اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة وكيفية توعية المجتمع بها وبخطورتها على مستقبل أجيالنا. وتعد منظمة سياج أول منظمة حقوقية يمنية أولت ظاهرة تجنيد الأطفال اهتماما بالغا منذ نشأتها في 2009م. حيث وجهت المنظمة رسالة إلى القبائل المتقاتلة في محافظة عمران بصورة خاصة وإلى كافة القبائل المتحاربة مطالبة بتجنيب إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة. وفي أواخر 2009 أصدرت المنظمة بدعم من منظمة الأممالمتحدة للأطفال "اليونيسيف" أول تقرير ميداني من نوعه عن الإنتهاكات ضد الأطفال في الصراع المسلح في صعدة.