شهدت العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية صباح ومساء اليوم تظاهرات حاشدة نددت بالصمت الدولي تجاه استمرار جرائم بقايا نظام صالح، واحتفت بالقبض على نجل القذافي. وطالبت التظاهرات التي جابت شوارع صنعاءوتعز والحديدة والضالع وذمار ومأرب المجتمع الدولي الوقوف بجديدة أمام انتهاكات صالح لقرار مجلس الأمن ورفضه توقيع المبادرة الخليجية. وشارك الآلاف من أبناء مدينة ذمار في مسيرة حاشدة صباح، احتفوا فيها بما حققه ثوار ليبيا من انتصار، تمثل في إلقاء القبض على سيف الإسلام نجل القذافي، وتوعدوا صالح ونجله بنفس المصير. وجدد ثوار ذمار مطالبتهم لدول مجلس التعاون الخليجي بسحب مبادرتهم التي مثلت الغطاء لصالح لارتكاب مزيد من الجرائم، مطالبين بمبادرة عاجلة توقف سفك دماء اليمنيين على أيدي قوات صالح وأولاده. كما طالبوا مجلس الأمن بسرعة إصدار مذكرة اعتقال بحق صالح وأولاده وأعوانهم، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، داعين المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لوقف المجازر التي يقترفها صالح. وأكد ثوار ذمار أن الثورة السلمية ستحقق النصر على عصابة صالح، وبقايا نظامه الإجرامي، وأنها أمل الشعب في بناء الدولة اليمنية الحديثة. وفي محافظة الضالع، شهدت مدينة قعطبة صباح اليوم مهرجان ومسيرة جماهيرية حاشدة جابت شوارع المدينة مطالبة بسرعة الحسم الثوري لإسقاط بقايا النظام. وباركت المسيرة التي شارك فيها عشرات الآلاف من الثوار من خمس مديريات هي (الضالع والحصين والشعيب وجحاف بالإضافة إلى أبناء قعطبه) للشعب الليبي بإلقاء القبض على "سيف الإسلام القذافي" وتوعدت نجل صالح وبقية العائلة بذات المصير. وردد المتظاهرون هتافات منها .. "ألف شهيد وألف شهيدة ... نفدي ثورتنا المجيدة "، "من تعز ثورة غضب .. يرحل بلطجي العرب " ، "يا تعز زيدي إصرار... وادحري كل الأشرار"، "يا سافك دم النسوان ... قسما لن تحي بأمان". كما رفع المشاركون لافتات مكتوب عليها "إلى أحرار العالم كم ثمنا تريدون .. لرفع الغطاء عن هذا النظام القاتل"، وأخرى أكدت "أن إسقاط النظام العائلي الفاسد هو الطريق لحل القضية الجنوبية". وفي المهرجان ألقيت عدد من القصائد والزوامل الشعبية المنددة بجرائم صالح والمؤيدة للثورة السلمية. واعتبرت اللجنة الشعبية لدعم الثورة السلمية بمحافظة الضالع في بيان صالح عنها استهداف صالح وعصابته المستمر لتعز ونسائها على وجه الخصوص دليل على انزعاجه الشديد من دورها الرائد في هذه الثورة. وجدد اللجنة إدانتها استهداف بقايا النظام للمؤسسات المدنية والحزبية والتي كان أخرها قصف مقر الإصلاح بمدينة تعز والذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى وما أقدمت علية قوات الأمن في محافظة عدن باعتقالها ثلاثة من قيادات الحزب الاشتراكي داعيا للإفراج الفوري عنهم. كما طالب البيان المجتمع الإقليمي والعربي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي إزاء هذه جريمة قتل نساء تعز وغيرها من الجرائم التي تقترفها بقايا النظام وسرعة العمل على تقديم مرتكبيها إلى يد العدالة. وأكدوا أن إجراء أي حوارات أو مبادرة مع نظام صالح بعد كل أعمال القتل ضد المدنيين للنظام والمؤيدين للثورة يعد خيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا في ساحات الحرية والتغيير. وجددوا رفضهم القاطع لأي حوارات سياسية مع نظام الرئيس صالح الذي ما زال يمارس سياسة المراوغة والمناورة وإصراره على عدم تسليم السلطة والرحيل وفقاً لتصريحات شباب في ساحة التغيير بصنعاء. واتهم ثوار الضالع المبادرة الخليجية بإعطاء صالح مزيداً من الوقت للالتفاف على قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا صالح لنقل سلطاته إلى نائبه والبدء بمرحلة انتقالية والإعلان عن انتخابات مبكرة والخروج من الأزمة الراهنة. ودعا ثوار الضالع شباب الثورة في كافة المحافظات إلى المشاركة الفاعلة في الحسم الثوري والزحف نحو القصر الرئاسي وتقديم مزيداً من التضحيات حتى إسقاط النظام، بدلاً من إهدار الوقت وإعطاء صالح الفرص تلو الأخرى في التآمر على الثورة . مؤكدين في السياق ذاته على ضرورة ملاحقة صالح جنائياً مع كبار مساعديه من القيادات السياسية والعسكرية وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية، دعوا كافة المنظمات الحقوقية بإعداد ملف قانوني متكامل عن مجازر قوات صالح ضد المعتصمين والمتظاهرين السلميين في كافة المدن اليمنية.