تسببت الأمطار المتواصلة، بانهيار منزل الشاعر اليمني الراحل، عبدالله البردوني، في صنعاء القديمة. وخلّفت السيول الجارفة عشرات القتلى فيما تضررت آلاف الأسر، ودمرت آلاف المنازل، بينها منازل نازحين، إضافة إلى تهدم وتضرر مواقع تراثية وتاريخية، في عدد من المحافظات. وقالت مصادر محلية ان منزل الأديب والشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني في حارة المنصوب بصنعاء القديمة انهيار الليلة الماضية نتيجة السيول والامطار الغزيرة، بالإضافة الى انهيار وتشقق جدران عدد من المنازل الاثرية بالمدينة القديمة. وعلى مدى السنوات الماضية سعى العشرات من كبار الأدباء والنخب الثقافية اليمنية من أجل تحويل المنزل لمتحف مصغر، يضم مقتنيات الشاعر اليمني البردوني، لكن خلافات بين الورثة كانت تقف عائقاً أمام إتمام هذا المشروع. وولد البردوني العام 1929 في إحدى القرى النائية بمحافظة ذمار التي تبعد 100 كلم عن جنوبصنعاء. وأصيب الشاعر بمرض الجدري في الخامسة من عمره ما أدى إلى فقدانه بصره. وتتلمذ على يد كبار العلماء في مدينتي ذماروصنعاء، ونبغ في الشعر، وشارك في العشرات من المهرجانات الشعرية العربية، وله "12" ديوانًا شعريًا، بالإضافة إلى العشرات من المؤلفات في الأدب، والنقد، والسياسة، والتاريخ. هذا وعُرف الشاعر اليمني بانتقاده المستمر لفساد السلطة، فقد تعرض للسجن عدة مرات، وتعرض للتهميش من الجهات الحكومية طوال مسيرة حياته. وفي العام 1982م أصدرت الأممالمتحدة عملة فضية عليها صورة الشاعر اليمني عبدالله البردوني ك"معاق تجاوز العجز". وصدر للشاعر عدة دواوين، منها: "من أرض بلقيس"، و"مدينة الغد"، و"السفر إلى الأيام الخضر"، و"وجوه دخانية في مرايا الليل"، و"زمان بلا نوعية"، و"كائنات الشوق الآخر"، و"رواغ المصابيح"، و"جواب العصور"، و"في طريق الفجر".. وغيرها. كما نشر البردوني عدة كتب ودراسات من بينها: رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه، وقضايا يمنية، وفنون الأدب الشعبي في اليمن، واليمن الجمهوري، والثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية.