توج الشعراء الشباب، المشاركون في مهرجان "أحفاد البرودني" فعاليات مهرجانهم اليوم، بزيارة إلى قرية البردون في منطقة الحداء بمحافظة ذمار ، مسقط رأس الشاعر الكبير الراحل / عبدالله البردوني . وخلال الزيارة التي رافقهم فيها الأخ/ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة والسياحة، تعرف الشعراء الشباب على بيئة ومنزل عملاق اليمن البردوني ، وعلاقتها في تشكيل رؤية شاعر ومفكر وفيلسوف عظيم خرج من رحم المعاناة ليضيء زمانه بنفاذ بصيرته وحكمته الشعرية ، فكان نابغة عصره . وأمام منزل الشاعر ، حيث أحتشد عدد كبير من أبناء قريته وعمومته، لاستقبال الشعراء الشباب .. ألقى الأخ الوزير كلمة عرض فيها المكانة العظمية التي يحتلها شاعر اليمن الكبير البردوني على المستوى المحلي والعربي كواحد من رواد الحركة الأدبية والثقافية .. معلنا عزم الوزارة ترميم منزل عملاق اليمن واستكمال تجهيزه وتحويله إلى مكتبة ضخمة تضم مختلف الإصدارات الخاصة والمتعلقة بالبردوني ، وجعله محطة للأدباء والمثقفين اليمنيين والعرب ، ومدرسة أدبية بردونية كبرى لأحفاده من أبناء المنطقة . واشار الوزير الرويشان إلى أن النجاحات التي حققها مهرجان "أحفاد البردوني" الذي نظمته الوزارة على مدى ثلاثة أيام ضمن يوميات صنعاء الثقافية وبمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل البردوني لم يكن لها أن تتأتي لولا الإهتمام والرعاية التي يوليها فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالمبدعين الشباب وبمجمل فعاليات صنعاء الثقافية . وفيما ألقيت الكثير من الكلمات باسم أبناء المنطقة ، اصطف الشعراء الشباب أمام منزله ، وقدم عدد قراءات شعرية متعددة تناولت البردوني الشاعر والإنسان ، الذي كان الناس وطنه ، وسباتهم أرقه ، وكانت آمالهم حزبه ، وأحلامهم قضيته ، وأناتهم جرحه الكبير . يذكر أن الشاعر البردوني المتوفي يوم 30 أغسطس 1999م ، من مواليد عام 1348ه الموافق 1929م في قرية البردون، أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، ودرس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات، انتقل بعدها إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج منها عام 1953م ، ثم عين أستاذاً للآداب العربية في المدرسة ذاتها ، وعمل أيضاً مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية. وللشاعر الراحل البردوني عشرة دواوين شعرية ، وست دراسات صدرت دراسته الأولى "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" عام 1972م ، أما دواوينه فهي (من أرض بلقيس) 1961م ، و(في طريق الفجر) 1967م ، (مدينة الغد) 1970م ، و(لعيني أم بلقيس) 1973م ، (السفر إلى الأيام الخضر) 1974م ، (وجوه دخانية في مرايا الليل) 1977م ، (زمان بلا نوعية) 1979م ، (ترجمة رملية لأعراس الغبار) 1983م ، (كائنات الشوق الآخر) 1986م ، (رواء المصابيح) 1989م .