الإصلاح حزب سياسي مدني في وسائله وآلياته . ذو خلفية دعوية إسلامية في مرجعياته وتصوراته. وهو يمثل مشروع نهضة أمة قد استمرأت الانحطاط حتى أنها الفته وباتت تستنكر وتستغرب دعوات الصحوة والنهوض من جديد. أجمل ما في الإصلاح أنه فكرة وحركة ومشروع متكامل البناء والتصورات . قد تعتريه بعض نواحي القصور والضعف في ترجمة كل تلك الأفكار والتصورات إلى خطوات عملية على أرض الواقع . ولهذا أسباب داخلية لا ينكرها أحد . لكن العين المبصرة لن تخطئ الأسباب والمعيقات الخارجية والموضوعية التي ما برحت تنتصب بكل ثقلها في الواجهة من وقت لآخر. لكن من أجمل ما في الإصلاح أن للعاملين فيه حق النقد الذاتي إلى حد التشنج والإنفعال في جو تسوده روح المحبة والإخاء والود والصفاء . فلا مكان للضغائن البينية في نفوس منتسبيه بل مزيداً من التفهم والشعور بالحرص والمسؤولية بين الجميع الأفراد. حتى أولئك الذين ضاقت أنفسهم من منتسبيه واستفرغت قواهم وطاقاتهم وسعها وطالت عليهم الطريق وقرروا أن يخلدوا إلى الراحة والتفرغ لشؤون حياتهم الخاصة مايلبثون أن يشدهم الشوق مرة أخرى ليعودوا إلى كنفه الدافئ فيلاقون فيه كل الحب والترحاب والاحترام والتقدير. الإصلاح قد يكون مشروعاً مؤجلاً نوعاً ما لكنه في كامل جاهزيته للانطلاق في اللحظة المناسبة. الإصلاح فرس عربي إسلامي أصيل قد أخذ أهبته وعانق كل أسباب النجاح في انتظار فارس أحلامه الذي يمتطي صحوة المجد منه ثم يبعثه خلقاً جديداً فتياً قوياً لائقاً به وبتضحياته ومقدراته وآمال الناس فيه. جميل الإصلاح حين يسعدنا ويفرحنا بأدائه الرائع فنهتف له بكل ثناء ومدح وإطراء . كما أنه جميل أيضاً حين يتعثر ويخفق فنجلده بكل ما أوتينا من قوة النقد الغاضب إلى أبعد مما يتصور الناقدون الغاضبون . حتى يظن الرآئي أن صدعاً كبيراً على وشك الحدوث داخل البنيان الإصلاحي الواحد . ماتلبث الأمور أن تعود إلى مجاريها السابقة تحفها حميمية الأخوة الصادقة والحرص المتبادل . الإصلاح تجربة يمنية إسلامية معاصرة فريدة ليس لها نظير سابق تحذو حذوه . ولا مثل قريب تسترشد بنهجه . فبدأت تشق طريقها بسم الله وحده في خضم بحر سياسي متلاطم الأمواج . وظروف عالمية وإقليمية ليست أليفة . ومجتمع محلي قليل الخبرة متواضع الثقافة وكثير المشاكل والتحديات . وبيئة إسلامية تائهة الرؤية نحو القضايا المعاصرة الكبرى ومرتبكة في فهم العلاقة بين الدين والسياسة. رغم كل هذه المعيقات وغيرها قبل الإصلاح التحدي وراح يكافح في كل الاتجاهات دفعة واحدة . وقد حقق الكثير والكثير وأخفق في الكثير أيضاً . ولازال يباصر الأمور ويسدد ويقارب وينهض ويتعثر . لكنني أقولها وبكل ثقه واؤكد وبكل جزم أنه قد سلك طريق الجادة . و ياله من طريق شااااق ومضنٍ . لكنه الطريق المنشود.