منذ الانقلاب الدموي في 21 سبتمبر حولت المليشيا حياة المواطنين إلى جحيم فالعاصمة صنعاء ضاقت بأهلها وتقاسمت شوارعها وأزقتها عصابات التهريب والسوق السوداء خاصة فيما يتعلق بضروريات الحياة مثل الوقود والغاز المنزلي والعملة الصعبة ، وكل من أراد الحصول على الوقود عليه البحث عنها في أزقة وشوارع العاصمة صنعاء ، التي حولتها مليشيا الحوثي إلى سوق سوداء للمشتقات النفطية التي تضاعفت قيمتها نتيجة الأزمة المفتعلة التي تقوم بها مليشيا الحوثي بين فترة وأخرى لتجني منها الاموال الطائلة ليتحول قادتها إلى أثرياء على حساب حياة البسطاء من المواطنين ومرتبات الموظفين. لم تعد حيل مليشيا الحوثي وتلاعبها بأسعار المشتقات النفطية تنطلي على المواطنين الذين باتوا مدركين أن قيادات مليشيا الحوثي هي من تعبث بأسعار المشتقات النفطية من خلال التلاعب بالأسعار وافتعال الازمات خدمة للسوق السوداء. ست من عمر السوق السوداء و العبث بأسعار المشتقات النفطية التي زعمت مليشيا الحوثي بأنها انقلبت على الدولية بسبب ارتفاع سعرها 500 ريال واليوم اصبحت اسعارها أضعاف ما كانت عليه وترتب على ارتفاع أسعارها أضراراً كبيرة بالمواطنين على رأسها ارتفاع اسعار المواد الضرورية والاستهلاكية كالدقيق والأرز والبقوليات والألبان والزيوت والخضروات والخدمات كالمواصلات والماء والكهرباء والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات التي باتت جميعها تشترى شراء ولم تعد هناك خدمات مجانية أو شبه مجانية وإنما جميع الخدمات تحولت مدفوعة الثمن وبأسعار مرتفعة. خلال السنوات الماضية تحولت المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي إلى اشبه بالغابة المليئة بالوحوش، الحياة فيها للأقوى هكذا هو الحال في هذه المناطق باتت الحياة في غاية الصعوبة، وأصبح المواطن يعيش حالة صراع من أجل البقا ء، فعلى مستوى الغاز المنزلي يذهب المواطن ليسجل لدى عاقل الحارة لكي يحصل على أسطوانة غاز ليحصل عليها بعد أسبوع أو يزيد رغم توفرها، بما يزيد عن الثلاثة أضعاف عن سعرها الرسمي ليصل سعرها في بعض المناطق التي تحت سيطرة مليشيا الحوثي إلى عشرة الاف ريال بينما يتم شرائها من مارب بما يقارب الفي ريال. في أغلب الأوقات يتم إغلاق محطات البترول خدمة لتجار السوق السوداء وتوصد أمام المواطنين وتفتح لقادة ومشرفي مليشيا الحوثي الذين يرون أنفسهم فوق المواطنين ملاك المحطات النفطية تحول دخل محطاتهم وتجارتهم إلى عبارة عن إتاوات تدفع لمليشيا الحوثي بين فترة وأخرى ، وتحت مسميات ولافتات عدة كالمجهود الحربي والخمس والمولد النبوي وغيرها من المسميات التي اختلقها الحوثي ، لابتزاز المواطنين وسرقت أموالهم بدون وجه حق ، لم يكتف الحوثي بابتزاز التجار ومنهم تجار النفط وإنما أفسح المجال للعصابات وتجار السوق السوداء ليحلوا محل الشركات المستوردة وملاك المحطات النفطية . وشهدت مؤخراً مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أزمة خانقة في المشتقات النفطية، فيما تواصل المليشيا التلاعب بكميات الوقود واحتكاره.