نظم مركز سبأ الإعلامي اليوم الثلاثاء ندوة فكرية بعنوان "مخاطر تماهي المجتمع الدولي مع الإرهاب الحوثي وإيران"، بمحافظة مأرب. وناقشت الندوة في ثلاث أوراق قدمها باحثين وقانونيين مدى خطورة التماهي مع الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بحق الشعب اليمني والقواسم المشتركة في الوسائل والأساليب الإجرامية للحوثيين والتنظيمات المتطرفة المدرجة في قوائم الإرهاب، منوهه إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتنصيفها جماعة إرهابية ووضع حد لمسلسل جرائمها بحق المدنيين في اليمن. وجاءت الندوة في إطار الحملة الشعبية التي أطلقها اليمنيين للمطالبة بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية. وفي الورقة الأولى، قال الباحث اليمني حسين الصادر إن جماعة الحوثي اتخذت من تراثها الديني الشيعي واستخدام السلاح واللجوء للعنف أرضية للتمرد واستخدام لغة التفكير للدولة والمجتمع ذريعة لممارسة اجرامها وإرهابها بحق الشعب اليمني مما يجعلها حركة متوافقة في الأساليب والأدوات مع التنظيمات الإرهابية "القاعدة - داعش". ونوه الباحث الصادر في ورقته إلى العلاقة بين الجماعات المتطرفة والتقاطعات السياسية والدولية والإقليمية، مشيراً إلى أن الوضع لا يختلف بالنسبة للحركة الحوثية كونها حركة متطرفة تم استخدامها ولازال بالجانب السياسي في المستويين الاقليمي والدولي. وأشار إلى العامل المشترك بين تاريخ الحركات المتطرفة وجماعة الحوثي المنطلق من بناء الايدلوجية المتصلبة التي تنطلق من منطلق تضخيم الذات وامتلاك الحقيقة المطلقة واحتقار المختلف وتجيز لنفسها استخدام جميع الوسائل للسيطرة عليه كأي كائن مجرد من الحقوق الأساسية. وأكد الصادر أن الجماعة الحوثية تعد الأكثر تطرف في العالم في الوقت الراهن حيث تنظر إلى نفسها جماعة تمتلك الحق الالهي في الحكم، وسلالة مقدسة ومميزة عن بقية اعراق واجناس المجتمع، وتعتمد مبدأ العنصرية كقانون للتعامل مع الشعب اليمني.
وتطرقت الورقة الثانية التي قدمها مدير عام الهيئة العامة للكتاب يحيي الثلايا إلي القواسم المشتركة بين جماعة الحوثي وغيرها من الجماعات الإرهابية، الفكرية والتاريخية التي تكرس العنف والكراهية والثارات التاريخية الدينية، وادعاء تمثيلها لله في الارض وانها الاصطفاء الإلهي. وأضاف الثلايا أن مليشيا الحوثي تتطابق في اساليب السيطرة على المجتعات من خلال تجنيد الاطفال ،احتكار استخدام العنف ،علاقتها المضطربة مع المجتمع واحلام استعادة البطولات والامجاد، التوحش في التنكيل بالمدنيين من خصومها، تدمير مؤسسات الدولة، الغاء الهوية الوطنية، الى جانب ما تفوقت به مليشيا الحوثي باليمن من تابعيتها الكاملة لإيران وتبني المشروع الايراني الذي يستهدف اليمن والمنطقة والسلم الدولي. واستعرض الثلايا جانبا من الصفات المشتركة بين عدد من الجماعات الإرهابية وفق منهجية علمية كالتركيبة الاجتماعية الداخلية للجماعات الإرهابية التي تأخذ شكلا بدائيا. ونوه الى ان كل الجماعات الإرهابية تشترك في رغبتها وتطلعها لتحقيق حلم قديم، أو استعادة مجد سابق، وطريقها الوحيد إلى ذلك هو إبادة المجتمعات، وتهديد استقرار الحكومات، وتفكيك المؤسسات والدول. وذلك ما تجاهر به الجماعة الحوثية. فيما تناولت الورقة الثالثة التي قدمها مدير عام مكتب الشئون القانونية بمحافظة مأرب المحامي عبدالله الموساي التوصيف القانوني للجرائم الإرهابية التي تمارسها مليشيات الانقلاب الحوثية التابعة لإيران والتي تعد اثباتات دامغة لتصنيفها كجماعة إرهابية. هذا وقد اثريت الندوة التي حضرها عدد من القيادات الحزبية والباحثين، الناشطين الحقوقيين والاعلاميين بمداخلات ونقاشات وآراء مستفيضة حول موضوع الندوة.