أربع سنوات من العذاب والحرمان قضتها أم المخفي قسرا "محمد العلواني" رحلت الأم الى خالقها وهي في انتظار احتضان ولدها وفلذه كبدها بعد أن طرقت جميع الأبواب الحكومية والدولية وعجزت عن الحصول على من يساعدها في ذلك. فبعد أن أخفي ولدها قسراً في ال 24 من شهر فبراير خلال العام 2017 م ظلت الأم تطرق جميع الأبواب وتعرضت مع رفيقاتها خلال وقفاتهم الاحتجاجية لشتى أنواع الإهانات والمضايقات اللفظية الجارحة والأذية الجسدية والتهديد جاء الموت ليغيبها عن ولدها وفلذة كبدها على مضمار الانتظار والبحث . تقول ام محمد زوجة أحد المخفين وعضوة في رابطة أمهات عدن إن أم المخفي قسرا " محمد العلواني " ظلت في رحلة البحث عن ولدها وفلذه كبدها تعاني عناء البحث ولهيب الشوق لفذه كبدها حتى توفيت . وتضيف أن أم المخفي قسرا " محمد العلواني " كانت إحدى أعضاء رابطة أمهات المخفيين الفاعلات في عدن وشاركت الرابطة في جميع وقفاتها ونشاطاتها على امل منها ان تعثر على ولدها الذي عيبته السجون السرية بعدن. وتؤكد أم محمد أن والدة المخفي قسرا "محمد العلواني" ظلت خلال الأربع السنوات الماضية في رحلة البحث عن ولدها وفلذها كبدها ولحسان حالها يقول بأن كل ما تتمناه ان ترى ولدها قبل ان يغيبها الموت. وتشير إلى أن والدة المخفي قسرا "محمد العلواني" لم تكن هي الوحيدة التي غيبها الموت في رحلة البحث عن ولدها حيث غيب الموت ام المخفي قسرا " حلمي الزنجي " و والد المخفي قسرا " مازن الدبج " الذين غيبهم الموت عقب اصابتهم بأمراض وتدهور صحتهم بسبب حزنهم على اولادهم. وحتى هذه اللحظة يواصلن أمهات المختطفين والمخفيين قسرا خروجهن أسبوعياً تحت أشعة الشمس الحارقة للوقوف أمام السجون والمعتقلات والمقرات الأمنية المختلفة التي يُحتمل أن يكون أقاربهن وذويهن محتجزون فيها حاملات لوحات وللافتات مكتوب عليها، أفرجوا عن أبي .. أفرجوا عن ابني .. أفرجوا عن أخي .. أفرجوا عن زوجي .. أفرجوا عن عائلتي. ويبقى صوت الأمهات في اليمن هو الصوت الذي يرتدد في انحاء اليمن منذ اندلاع الحرب خلال العام 2015م وحتى هذه اللحظة يبحث عن اذن تصغي له وتنصفه من ظلم الحوثيين بصنعاء وجبروت المليشيا في عدن. وكانت حكاية المختطفين والمعتقلين تعسفياً قد بدأت مع دخول الحوثيين العاصمة اليمنيةصنعاء في نهاية العام 2014، بعد استيلائهم على السلطة بالقوة ونتفلت العملية الى العاصمة المؤقتة عدن عقب تحريرها عدن لتشن الميلشيات الخارجة عن الدولة حملات اعتقالات واخفاء قسري طالت عدداً من العسكرين والسياسيين والناشطين.