مساء الجمعة 14-10-2011م, كان شباب ساحة التغيير بصنعاء "عبد الكريم ثعيل"26" عاما وشقيقه بسام"23" عاما وصديقهما حمير المقبلي "26" عاما" عائدون إلى المنزل بسيارة الأخير، وفوجئ ثلاثتهم بأفراد من النجدة في منطقة الحصبة يعتقلونهم دون أي مسوغ قانوني. صودرت هواتفهم النقالة, ولابتوب" يخص عبد الكريم كان يحتوي على تحقيقات مسجلة مع عدد من بلاطجة بقايا النظام الذين قاموا بقتل المعتصمين والاعتداء عليهم. احدهم استطاع إخفاء هاتفه النقال وتمكن من خلاله في المعتقل إرسال رسالة إلى زميل له يخبره بأن النجدة قامت باعتقالهم, كما بالصدفة جار لثعيل كان محتجز في النجدة كتب له ثعيل اسمه وشقيقه ورفيقهم و رقم هاتف شقيقه والجهة التي اعتقلتهم. عبد الناصر ثعيل شقيق عبد الكريم تفاجأ باتصال هاتفي من ذلك الجار يخبره أن شقيقيه وصديقهما في المعتقل. أراد الذهاب إليهم لكن آخرين نصحوه ألا جدوى من الذهاب إلى النجدة أو الأمن القومي وربما يتم أيضاً اعتقاله, حاول الاستعانة بأصدقاء وزملاء لكنهم رفضوا أن يذهبوا ويسألوا عنهم خشية الاعتقال! معلومات تقول إن ثلاثتهم اقتيدوا إلى سجن الأمن القومي, ذهبوا ليتأكدوا من المعلومات إلا إن الأمن القومي وكعادته رفض الاعتراف بان "عبد الكريم وحِميَر وبسام " في قبضتهم, شهر ونصف وحتى اللحظة لا يعرف مكان اعتقالهم ومصيرهم! كم مخزٍ حين يحاول من يفترض بهم حماية القانون والمواطنين تبرير مخالفتهم للقانون وانتهاك حقوق الإنسان, فالنجدة تبرر ذلك الاختطاف بان لديهم أوامر من جهاز الأمن القومي باعتقالهم. لا جريمة ارتكبها "حمير وثعيل وعبد الكريم سوى المطالبة برحيل النظام - إنها جريمتهم الوحيدة وهي جريمة ملايين من أبناء الشعب.. هي جريمة مئات الشباب في المعتقلات والسجون. كان حمير المقبلي وهو خريج كلية التجارة يعمل في "كاك بنك" لكنه حر أبى إلا أن يكون مع شباب الساحات مضحيا بعمله وبمصدر دخله من اجل مستقبل البلد وتحقيق حلم الدولة المدنية, دولة المواطنة المتساوية, التي خرج كل اليمنيين بكل اختلافاتهم الإيديولوجية والدينية والمذهبية من أجلها. منذ أن اعتقلوه ووجدي ابن عمه يبحث عنه في كل مكان, ذهب إلى النجدة, إلى المباحث لكنه لم يجده وقيل له انه في سجن الأمن القومي. لا تعلم والدة حِميَر إن عصابة الأمن القومي, اختطفت واخفت فلذة كبدها تبكيه وتسال عنه, يقولون لها نحن نقوم بزيارته, لكن الحقيقة أن أحداً لا يعلم أين حمير ورفيقيه عبد الكريم وبسام! والدة حمير مثلها عشرات من الأسر لا تعلم عن أبنائها شيء. من محافظة" إب" أتى حمير المقبلي ليلتقي برفاق جمعهم الهدف الواحد وهو إسقاط النظام, جمعه الهدف بصديقيه عبد الكريم ثعيل وهو خريج كلية الإعلام 2009م ويعمل مديراً لمكتب"إبداع ميديا" للإنتاج الإعلامي, وعمل مراسلا لموقع نيوز يمن الإخباري, وشقيقه بسام ثعيل الحاصل على شهادة دبلوم في هندسة الديكور. لم يكن هؤلاء الشباب أول ضحايا الأمن القومي ووحشيته, هي قضية مشابهة لقضية محمد المقالح وعبد الإله حيدر, اختطف المقالح من قبل عصابة الأمن القومي وظل لأشهر مخفي وينكر الأمن وجوده في قبضته, كما اعتقل عبد الإله حيدر وظل شهر مخفي لا يعلم مكان اعتقاله ومصيره إلى أن كشف انه كان في جهاز الأمن القومي وتعرض ورفيقه عبد الكريم الشامي للتعذيب! كما كان قبلهم عبد الكريم الخيواني أول ضحاياه من الناشطين والصحفيين, لجهاز الأمن القومي وخلال سنوات عمله القصيرة تاريخ اسود في انتهاك الحقوق والحريات, وانتهاك دستور وقوانين البلاد, وأصبح مطلب للثوار أن يتم تقديم مديره ووكيله وكل من قام بانتهاك حقوق الإنسان للعدالة, الاختطاف , والإخفاء القسري, والتعذيب جرائم لا تسقط بالتقادم, لا بد من محاكمة علي الآنسي وعمار محمد عبد الله صالح. اليوم العشرات من شباب الساحات.. طلاب مدارس وجامعات.. شباب عزل يقدمون إلى المحاكم العسكرية! أين المنظمات الحقوقية؟ أين المجلس الوطني؟ أين الأحزاب؟ وكأن أمر هؤلاء الشباب.. مشاعل الحرية وقادة الثورة لا يعنيها. يا هؤلاء إن شباب الثورة هم من يقدمون التضحيات, بدمائهم تسطر ملاحم حرية, وترسم لوحة اليمن الجديد, هم من يزج بهم المعتقلات, لم يبحثوا عن مال وشهرة وجد, بحثوا وطن يجدوا فيه مستقبلهم, ولا يجوز تركهم وحدهم يواجهون مصيرهم. نعم كل ثورة ولابد من أن تقدم فيها التضحيات, ولكننا لم نعمل شيء من اجلهم, من اجل الحفاظ على حياتهم وحمايتهم من التعذيب في السجون والمعتقلات!هم قدموا التضحيات! وماذا فعلنا نحن لأجلهم؟! يجب أن نعمل على إطلاق كل المعتقلين, منهم صحفيون نشطاء" يجب إطلاق عبد الاله حيدر وحسن باعوم, ومعاذ القدسي, ووليد شرف الدين, ومعمر العبدلي, وبسام وعبد الكريم ثعيل, وعبد الكريم الشامي . ولالجي, وصادق الشرفي. والعشرات لا احد يعلم من هم أو عنهم شي! الثورة لا تعني شلل المنظمات, اليوم هو العمل الحقيقي لتلك المنظمات, الآن حيث تنتهك الحقوق بصورة لم يشهد لها اليمن مثيلا"اختطاف وتعذيب حتى الموت.. إخفاء.. اعتقالات تعسفية قتل" كنا نظن إن الملايين التي خرجت ستجعل الأمن القومي وأجهزة القمع تكف عن ممارستها اللاقانونية واللاانسانية , لكنهم ازدادوا وحشية, زادت عنجهيتهم وغرورهم واستقواء على شباب عزل لا يملكون سلاح سوى كلمة وإرادة قوية أقوى من جبروت الأجهزة الأمنية!.