لو تفحصنا تركيبة شعبية الحوثية لوجدنا الآتي: أولا: الفئة الرئيسية: وهي الفئة المؤسسة لتشكيل الحوثية كتنظيم ميلاشوي وعنيف وقائم على الدم والإرهاب،ويجمع في يديه كل المعلومات والبيانات اللوجستية والإستخبارية والإرتباطات الخارجية،وهذه الفئة هي ممن استحوذت عليهم فكرة شيطانية تدعى"آل البيت" أو التنظيم السري للهاشمية،واغلب هؤلاء يحكمهم العداء لكل ماهو يمني جمهوري ،ويشكلون اساس التنظيم،لديهم وفرة وفائض من المال المحتكر شعبيا،من خلال وظائفهم التي كان يعينهم فيه نظام صالح،مرورا بامتدادهم من مرحلة الإمامة-ما قبل ثورتي سبتمبر واكتوبر- وصولا لتولي اعضاء ذلك التنظيم كل وأي مالية في جهاز الدولة الإداري والخاص وحتى الحزبي،وهم صلب كل فساد في داخل اليمن،ماليا او اداريا او اخلاقيا،دبلوماسيا وخارجيا او داخليا ككل. ويمثل هذه الفئة حوالي20% تقريبا.ويتوزعون على مناصب حساسة في الأمن والمخابرات والجيش والخارجية والمالية وصولا إلى المنظمات الدولية ووسائل الإعلام وغيرها. ثانيا:فئة الهواة او من يبحثون عن دور: وهؤلاء وجدوا في الحوثية هدفهم وغايتهم؛اذ تمنحهم ذلك الدور والهواية والغواية معا،المهم أن يسودوا شعبيتها ويكسبوا ثقتهم بأنفسهم عبرها،وبقدر ما يزيدوا من شعبية الحوثية تلك وتركيبتها المنافية لكل ماهو وطني وثابت يمني وانساني،فإنها تستخدمهم بالضغط على المجتمع اليمني وجعلهم مشاركين لها في الجرم،وصولا لاستغلال علاقاتهم وارتباطاتهم الاجتماعية والسياسية في سبيل ديمومة وزيادة وتكثير سواد الحوثية ومنحها قوة إلى قوتهم،يدخل في هذا شباب عاطلين عن العمل،واناس لديهم طموح سياسي ويعانون من فقر اخلاقي وثقافي مريع لذا سهل توظيفهم وامتحانهم ،ويشكلون قاعدة تأسيسية إلى جانب الفئة الأولى من خارج النسق الفئوي المغلق والمريع وبحدود 20% ايضا. ثالثا: فئة من يبحثون عن حماية انفسهم: وهذه الفئة جرى ادخالهم في تركيبة وتشكيلة الحوثية بعد واثناء انقضاض الحوثية على الدولة ،خصوصا وأن النظام كان يتهاوى يوما بعد آخر وكانت النتيجة بادية لهم،اضافة إلى تأثير وفاعلية الفئة الأولى فيهم والعلاقات والضغوط التي تعرضوا لها منهم او من غيرهم؛فكان انضمامهم للحوثية بمثابة حماية انفسهم ورؤس اموالهم البشرية والعينية والمادية من خطر الحوثية وتدميرها الممنهج،وحماية انفسهم ومصالحهم منها،تبعا لما تقوم الحوثية به من قتل وارهاب وجرائم يندى لها جبين كل حر، وهذه تشكل 20%وها هي الحوثية اصبحت60%. رابعا:فئة المراهقين والمغامرين وصغار السن: وهذه الفئة تعتبر نفسها متفلتة من كل قيم المجتمع وثوابت الوطن،ولا تعي ماذا تعني الدولة ولا تفرق بينها والميليشيا،يضاعف من هذه الفئة نسبتها العالية في المجتمع اليمني،واستغلال الحوثية لهم بوعودهم بجاه معين او فرصة للدراسة كمقعد في الجامعة او سفرية خارجية،او حاجة مادية،خصوصا وأنها فئات يصل الفقر والتهميش وفقدان الأمل واليأس بها مستويات عالية،اضافة إلى تأثير ذلك على التفكك الأسري والروابط الإجتماعية،والهوة الكبيرة بينها والمجتمع وثقافته وثوابته وآماله ومستقبلهم جميعا.وتشكل هذه الفئة20%تقريبا. خامسا:فئة من لا رأي لهم: ويشكلون ال20%المتبقية من تركيبة وتشكيلات الحوثية،وهذه الفئة هي مع الجميع وضد الكل،أي ذات مواقف عدمية وتخترق فئة الشباب والشيوخ ايضا،النساء والرجال، فهم اليوم مع الحوثية وعند أي منعطف ضدها وهكذا، أي أين ما هبت الريح هبوا! هذه قراءة او محاولة كمدخل لفهم تركيبة الحوثية وتشكيلاتها الميلاشوية والمدمرة للحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية في اليمن.