ما يحدث للسياسي محمد قحطان قل ما يحدث في العالم ضد أي مختطف ومن أي جماعة إرهابية مختطفة كانت، فمنذ 6 سنوات ومليشيا الحوثي تختطفه وتخفي مكان احتجازه رافضة الإفصاح عن حالته الصحية والسماح لأسرته بزيارته أو الاتصال به. فشل مبعوثا الأممالمتحدة إلى اليمن بنعمر، وولد الشيخ، والوسطاء السياسيين عن الوصول إلى أي معلومات لتطمين أسرته المغلوبة على امرها، في حين أن المبعوث الأممي الحالي غريفيت يبدو أن الملف الإنساني وعلى رأسه المختطفين لم يكن ضمن أجندته كما يرى متابعون. فمنذ تولي غريفيت منصبه لم يتطرق إلى الملف الإنساني بشكل كامل إلا بما يخدم اجندته وتحركاته، سوى صفقة تبادل لمختطفين وأسرى بين الحكومة والمليشيات في أكتوبر الماضي جاءت لتغطي سوءته بعد عامين على تولي مهامه دون أي انجاز له يستحق الذكر فكانت تلك الصفقة هي القشة التي يتعلق بها الغريق. ما تمارسه جماعة الحوثي فاق كل الإرهاب، فهي تختطف قحطان وتخفي مصيره وشردت أسرته واحتلت منزله، وتمنع أسرته وأطفاله من سماع صوته، ورفضت كل الوساطات في زيارته ومعرفة مكان احتجازه إنه الإرهاب الذي فاق كل أشكال الإرهاب الموجود في العالم. تعنت مليشيا الحوثي في اختطاف قحطان واخفاءه طيلة هذه السنوات ينم عن حقد دفين لدى المليشيات الحوثية، إرهاب بأثر رجعي، ضد أحد رموز السلام والحوار في الساحة السياسية في اليمن، غير أن المليشيات ترى في الرجل خطر على مشروعها وفهمه لعقدة الجماعة وعقيدتها في استباحة الشعب اليمني ارضا وانسانا. برز نجم قحطان في السياسة والحوار منذ تحالف المعارضة في عهد نظام الرئيس السابق صالح، ليزداد الرجال تألقا في مؤتمر الحوار في العام 2013. عرف قحطان بوطنيته وثباته على مبادئه وعلى راسها النظام الجمهوري ووحدة اليمن واليمنيين للحفاظ على وطنهم وجمهوريتهم، ويعتبر قحطان رمز طني وداعية حوار ونضال سلمي، ناضل لأجل دولة المواطنة المتساوية والحفاظ على النظام الجمهوري، ولذلك يراه خاطفيه عدواً يستحق الاخفاء القسري. يمتلك القائد محمد قحطان رصيداً نضالياً وطنيا متخما على مستوى وطني وإقليمي ولا تزال مبادراته ورؤاه وتصريحاته تمثل لب السياسة ومنهجها القويم لأكثر من ثلاثة عقود تقريباً ولن يهال التراب على ذلك جراء إخفاء المليشيا له قسريا منذ 6 سنوات. وأن مواصلة إخفاء قحطان وسط هذا التعتيم الإجرامي على مصيره طوال 6 سنوات، يكشف أن كل طلقة رصاص في وجه المليشيا الحوثية هي طلقة في مكانها الصحيح، واستثمار أخلاقي في مجال الحرية والكرامة . قضية اختطف قحطان ورفاقه وصلت إلى أروقة المحافل الدولية فقد تضمن قرار مجلس الأمن 2216، الزام للمليشيا الحوثية الافراج عن المختطفين السياسيين محمد قحطان ، وشقيق الرئيس هادي ناصر منصور، ووزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، وفيصل رجب، لكن المليشيات لم تلتزم بالقرارات الدولية ضاربة بها عرض الحائط. يرى مراقبون أن هناك تواطؤ أممي ودولي في التعامل الحازم مع المليشيات في تنفيذ القرارات الدولية والزامها بشكل عاجل في الإفراج عن المختطفين كملف انساني لا يجب أن يتحول للمقايضة وهو الأمر الذي شجع المليشيات في التمادي في تعاملها الهمجي مع كل القرارات وتفننت في التنكيل بالمختطفين والمخفيين على رأسهم قحطان ورفاقه. يعتبر كثير من اليمنيين والنشطاء أن استمرار مليشيا الحوثي الإيرانية في تغييب محمد قحطان وإخفائه قسريا، دافعاً قويا لهم للاستمرار في نضالهم والحفاظ على نظامهم الجمهوري وتحرير وطنهم من بطش المليشيات الحوثية وتخليص الشعب من عنصريتها وجرائمها. فقحطان كما يرون مدرسة سياسية لا تؤمن بغير النضال للحفاظ على الجمهورية والدفاع عن ارادة الشعب ومؤسسات الدولة ولو كان الثمن حياة الأفراد وحريتهم وما يدفعه قحطان اليوم هو ضريبة يدفعها لأجل المبادئ التي أسسها في تلك المدرسة السياسية السامقة. خلال ست سنوات من الاختطاف واحياء ذكرى اختطاف قحطان يؤكد التفاعل لدى اليمنيين في قضية اختطاف قحطان كم هو موجود وحاضر بينهم، وأن حضوره الوطني والسياسي يتجاوز جدران السجن وأقبية السجان فلا الإخفاء القسري يغيبُه، ولا الغياب يمنعه من الحضور في وجدان الأحرار الحاملين للمشروع الجمهوري واليمن الإتحادي الكبير. اليوم دشن ناشطون حملة الكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي للتذكير بقضية قحطان وجريمة مليشيا الحوثي في اختطافه واخفائه وتعذيبه وحرمان أطفاله وأسرته من معرفة مصيره أو حتى السماح بالتواصل معه، حملة تطالب المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي الضغط على مليشيا الحوثي الارهابية اطلاق سراح قحطان بعد ست سنوات من اختطافه واخفائه. إنه من المؤكد أن إرهاب جماعة الحوثي فاق إرهاب أخواتها من الجماعات الإرهابية في العالم التي تستخدم اختطاف البشر واخفائهم للمقايضات طمعا في الحصول على فدية ومقابل.. أثبتت مليشيا الحوثي أن ارهابها متعد يهلك الحرث والنسل وقبله الإنسان والسلام أيضاً. | الصحوة نت