بالأمس أدت حكومة الوفاق الوطني اليمين الدستورية أمام كل من رئيس الجمهورية بالإنابة عبد ربه منصور هادي و رئيسها الأستاذ محمد سالم باسندوه وهي أول حكومة منذ 33 عاما تؤدي اليمين لغير صالح , وبرغم أن القسم الدستوري قد انتزعت قدسيته من أذهاننا بفعل سلوكيات النظام البائد وممارساته , ونكثه للعهود والمواثيق , وتحول إلى مجرد إجراء روتيني جاف لا يزيد عن كونه مسألة شكلية لا روح فيها ولا صدق إن من الحالف أو المحلف سوى ما ندر, واقتصاره على مجرد مراسيم احتفالية تلتقط فيها الصور وتسجل فيها الذكريات , إلا أنني وأنا أتابع هذا الخبر انتابني إحساس بالأمل عندما شاهدت الوجوه الجديدة من المحلِفين والمحلًفين , وهي تقسم هذه المرة على المحافظة على الوطن ومكتسباته وليس المحافظة على الزعيم الأوحد ومكتسباته , والسبب باختصار أنه ما عاد هناك زعيم أوحد , وإنما وطن أوحد , وعندها أيضا أدركت أهمية رفض المعارضة اليمنية أداء اليمين أمام صالح , ليس لأنه لا يمين أمام من لا شرعية له, ولا عهد أمام من لا عهد له فحسب , بل لإسقاط شبح الزعيم الأوحد من عقول وزراء الحكومة الجديدة , فيقسمون حين يقسمون وهم موقنون أن ليس أمامهم إلا الله ثم مصلحة الوطن العليا ,فيعطون لليمين قدسية ومهابة , تدفعهم إلى الإخلاص لله , والتفاني من أجل الوطن , كما تفعل سائر أمم الأرض , حتى من لا ديانة لهم لليمين عندهم شأن ...فهل ستستعيد اليمين الدستورية قدسيتها ومهابتها مع إشراقه شمس الثورة اليمنية المباركة أم أن الأمر لا زال بعيدا !!؟