ركود غير مسبوق يسود أسواق الأضاحي بالعاصمة صنعاء وما حولها مع ارتفاع سعر الاضحية الى مستويات قياسية تفوق قدرات المواطنين على الشراء فكل عام اسوء من قبله فالناس غير قادرين على توفير الملابس والحلوى لأطفالهم، فضلاً عن توفير قيمة الأضاحي، فالفرحة بقدوم العيد هي فرح مؤجل فلا يعرف متى سيتم الشعور به ومليشيات الحوثي تصادرها في كل عام. لمن استطاع إليه سبيلا يؤكد" عمر" وهو موظف حكومي، بأنه لم يتمكن من شراء الاضحية طيلة خمسة اعوام، ولكنه لم يتمكن هذا العام من مجرد الاقتراب منها، فقد اصبحت-" لمن استطاع اليها سبيلاً، ويضيف عمر:" مجموع دخلي في العام لا يتجاوز 60 الف ريال، بمعدل نصف راتب 20 الف ريال كل ثلاثة اشهر، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء الاضحية، يعني قيمة الاضحية اغلى من دخلي السنوي". ويتابع "عمر" في حديثه للصحوة نت " : رغم مستوى دخلي المنخفض لحد السخرية، لا زلت اعتبر نفسي من ذوي الطبقة المتوسطة مقارنة بغيري من الاسر التي اعرفها شخصيا، والتي لا تستطيع توفير قوت يومها وهي ليست اسرة او اسرتين بل هناك الاف الأسر تعيش على هذا الحال، لقد وصل اليمنيين الى مرحلة السؤال المثير للشفقة: هل لا زلت تستطيع توفير قيمة الطعام الضروري الاساسي؟ اذن فأنت من طبقة الاغنياء"!!. حلم جميل يؤكد عدنان، صاحب محل مواد غذائية " إن غالبية اليمنيين أصبحوا ينظرون للأضحية كالحلم الجميل لعدم قدرتهم على شرائها، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها وانعدام الدخل والذي جعل كثيراً من الناس يركزون على توفير متطلبات العيش الاساسية. ويتابع عدنان أن نصف الراتب الذي سيحصل عليه الموظف الحكومي هو لن يكفيه حتى لسداد دينه للبقالة ناهيك عن متطلبات العيد والكسوة وغيرها، ونصف الراتب في اليمن يتراوح بين عشرين الى خمسين الف ريال وهو مبلغ ضئيل لا يسمن ولا يغني من جوع" فاليمنيون لم يعودوا يهتمون حالياً بالاستعداد لعيد الأضحى وتلبية متطلباته واحتياجاته الاستهلاكية والغذائية وكذلك كسوة العيد والأضحية، بل صار اغلب همهم هو توفير الغذاء الضروري وبعض الخدمات كالمياه والكهرباء والأدوية وايجار المنزل، اما شراء الاضحية فهو نوع من الترف الغير متاح لغالبية الشعب". إقبال نادر من جانبه، يؤكد عبدالله، وهو بائع اضاحي في صنعاء، أن حركة بيع الأضاحي ضعيفة جدا هذا العام وان الاقبال عليها من قبل المواطنين "نادرة" مقارنة بالأعوام الماضية بسبب تدهور الاوضاع المعيشية والغلاء والضرائب المتكررة من قبل الحوثي على المواطنين حد تعبيره. مضيفا "أن أسعار الأضاحي هذا العام مستقرة، بسبب عدم الاقبال على شرائها خلافا لما كان عليه الحال قبل اعوام حيث كانت اسعار المواشي ترتفع من بداية شهر ذي القعدة، وان البائعين يخشون عدم بيع كميات معقولة من الماشية وان يضطروا لتخزينها للعام القادم، الذي قد يكون اسوء". ويرى " مهيوب" وهو عامل بناء، بأن الاوضاع لا تسمح للمواطن العادي بشراء راس غنم تتراوح قيمته ما بين الخمسين الى الثمانين الف ريال، أما الأبقار فسعرهن وصل الى خمسمائة الف الى مليون ريال، وهذه المبالغ –لم يعد غالبية المواطنين يحلمون بامتلاكها في ظل "تسلط الحوثيين" على ارزاق ومقدرات ووظائف الناس، ويضيف بالقول: " من رحمة الله بالبشر انه لم يفرض الاضحية على المسلمين بل جعلها سنة، في حين جعل اطعام الاهل واجب". وتعد ازمة الغلاء إحدى أهم الأزمات التي يعيشها المواطن اليمني خلال الفترة الراهنة وتأتي ضمن سلسلة من الأزمات تسبب بها انقلاب جماعة الحوثي في سبتمبر 2014 وألحقت أضراراً بالغة بالحياة المعيشية للمواطنين مع توقف صرف الرواتب وزيادة الاتاوات وانعدام فرص العمل والمشتقات النفطية وتوقف العديد من المشاريع والأنشطة المختلفة.